تعيش أوروبا بعض أسوأ أيامها. والقادم أسوأ. فدولُها منقسمةٌ على بعضها حول إصلاح منظومتها الاقتصادية لمواجهة انهيارٍ وشيكٍ لليورو وإفلاسٍ مرتقبٍ لدولٍ باتت تجر معها للقاع قياداتِ الاتحاد الأوروبي (ألمانيا وفرنسا). وليست بريطانيا ببعيد. فقد حرضت بعض دوله لمقاومةِ خططٍ ألمانية - فرنسية للإصلاح. كان ذاك أخفَّ الأضرار على لندن. فالطوفان سيجرها ولا بد من تقليل خسائرها. دول الاتحاد اليوم ركابُ سفينةٍ آيلةٍ للغرق، يتصارعون دفّاتِها، كلٌ لنجاة نفسه قبل الآخرين. وهذا مستحيل عملياً. ولم يَعد أيٌ منهم قابلاً المزيد من التضحية لإنقاذ الآخرين ثم نفسِه معهم. والمتفرجون (أمريكا وغيرها) سعداء. يَعون أن الأضرار واصلتُهم حتماً. لكنها أخفُّ من التأثير الذي كان متوقعاً قبل عشر سنوات بظهور أوروبا موحدة، تَخلُفُ واشنطن أو تُزاحمُها في قيادة العالم. (إضعافُ الضعفاء) سياسةٌ حكيمةٌ لاستمرار سيطرةِ أعلاهم ضَعفاً على أدناهم. أما العرب فالبحثُ عنهم يقود إلى ما تحت كل خطوط الضعف والامتهان. Twitter: @mmshibani