مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم وهم بين الناس أموات لم يشعروا اخوتك بفقدان حنان أمهم التي فارقتهم قبل عام خاصة أخيك المعاق فقد أنساهم حنانك الذي اغدقتيه عليهم منذ رحيل أمك يرحمها الله قبل عام وأنت ترعينهم بكل مشاعرك وعواطفك وبرغم قلة راتبك الذي لا يتعدى الألفي ريال، وكنت تقومين بتوزيعه عليهم لتلبية احتياجاتهم لكي تسعديهم وتخففي العبء عن والدك حتى لا يتعب قلبه المريض من كثرة التفكير فيهم وحمل همهم، وكم تساءلت كثيراً وأنا أراك زاهدة في الحياة وبهرجتها عازفة عنها وعن أفراحها ولهوها. كنت عازفة عما كان يفعله أقرانك من الفتيات في تتبع الموضى والملابس العصرية فكأنك كنت تعيشين في عصر غير عصرك فقد كان صمتك فكرة وكلامك ذكرى وكان مكانك المفضل سجادة صلاتك التي لم تكوني تفارقينها وكتبك التي كنت تقضين وقتك معها وأهمها كتاب الله، فلم تهتمي بالمسلسلات والأفلام والأغاني، وكنت بعيدة كل البعد عن التلفزيون وكنت اتعجب كل العجب من زهدك هذا وتقشفك في الحياة وبهجتها برغم صغر سنك وفورة شبابك حتى فجعت وصدمت بموتك عندها علمت لماذا زهدت في الحياة، هل كان احساسا داخل نفسك فإنك لم تتطولي في هذا الدنيا كثيرا أم أنه إلهام من الله هداك لصراطه المستقيم فعزفتي عن كل شيء إلا ما يقربك الى الله من صيام وصلاة وتوجت هذا العمل بأن ضحيتي من أجل أولئك الأطفال الأبرياء ال 25 الذين فديتيهم بحياتك وانقذتيهم من الموت وادخلت السعادة على قلوب ذويهم ولم تفكري في حياتك فكان الفداء كبيراً ولقيت ربك صائمة وصدق الله حيث يقول: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا). فإذا كان هذا جزاء من أحيا نفساً واحدة فأنت أحييت 25 نفساً بإذن الله, فكان موتك امتداداً لحياتك لتكوني مع الخالدين فسلام عليك حين متِ وحين تبعثين حية وبرغم شدة حزننا عليك وفاجعتنا في فراقك إلا أن نهايتك السعيدة واستشهادك في سبيل الله وما لمسناه من وفاء من ولاة الأمر والمسؤولين ومن المواطنين الأوفياء تقديراً لتضحيتك واهتمامهم بأسرتك كان له الأثر الكبير في تخفيف الحزن عنا فجزى الله الجميع خيراً وجعل تضحيتك في ميزان حسناتك يوم القيامة وإنا لفراقك يا ريم لمحزونون وعلى مثلك فلتبكي البواكي.."إنا لله وإنا إليه راجعون". جاورت أعدائي وجاورت ربك فشتَّانَ بين جوارك وجواري [email protected]