تأخرت قليلاً في رثاء سعادة الدكتور الفاضل عبدالرحمن طه بخش الذي وافته المنية قبل بضع اسابيع ..وأنا محب جداً للدكتور (عبدالرحمن بخش) رحمه الله ومحب لأفعاله الانسانية التي كان ينشد بها وجه الله تعالى بعيداً عن المباهاة والمظاهر..ففي إحدى الليالي اتصلت بي أم مكلومة أصيب ابنها ذو (العشرين عاماً) في حادث سيارة أدخله في غيبوبة وتعرض لكسور في مختلف أنحاء جسمه ..وأدخل أحد المستشفيات الخاصة بجدة وبعد أربعة أيام وصلت الفاتورة ما يقارب عشرين ألف ريال فقالت لي لا أستطيع أن أواصل علاجه في هذا المستشفى فذكرت لها أن عليها أن تنقله إلى إحدى المستشفيات الحكومية فقالت لقد رفضوه لأنه غير سعودي وهو من مواليد هذا الوطن ..وجنسيته (فلسطيني) فتحدثت مع مدير مستشفى حكومي في مكةالمكرمة وشرحت له حالته فوافق جزاه الله خيراً وكتب الله له ذلك في ميزان حسناته .ولكن واجهتنا مشكلة نقله من جدة إلى مكة فهو يحتاج إلى سيارة اسعاف مجهزة تجهيزاً كاملاً وفريق طبي مرافق وحاولنا مع أكثر المستشفيات الخاصة والعامة في جدةومكة ولم يتعاون معنا أحد فتحدثت مع المغفور له بإذن الله الشيخ عبدالرحمن بخش وفي خلال ساعات قلائل تم تأمين الاسعاف مع الكادر الطبي وتم نقله إلى مكةالمكرمة (مجاناً) واليوم يرفل هذا الشاب بأثواب الصحة والعافية. وهذا موقف واحد من المواقف المتعددة والأخلاق الكريمة التي كان يتمتع بها رحمه الله ، ويعرف عنه أنه كون نفسه بعد توفيق الله عز وجل من الصفر ..وقد كتب ذلك في مذكراته. كنت حينما أتناول مستشفاه بالنقد يتصل ويتقبل النقد بأسلوب الكبار ويبرر ويعد ويتحدث بمنتهى الطيبة والتواضع. وآمل كثيراً أن يستشعر أبناؤه عظم المسؤولية الملقاة على عاتقهم وأن يواصلوا مسيرة نجاحه رحمه الله خاصة وأنه ترك لهم إرثاً أخلاقياً وإنسانياً يجب أن يحافظوا عليه كما آمل من العاملين في مستشفياته أن يكون هو قدوتهم وأن يقتدوا بتواضعه وحسن تعامله مع الآخرين. آخر السطور : قال تعالى: (أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً).