لا أدري أنفرح أم نحزن لما حدث من شغب.؟. نفرح لأنه بفضل الله ليس عن فتنة طائفية، كما البحرين، حفظ الله البلدين والخليج من شرورها. ونحزن جداً أن يكون نِتاجاً أو اعتراضاً - سمّهِ ما شئتَ منهما - لحرياتٍ وديمقراطيةٍ لم تتوفر لدول كثيرة. كويتَنا الحبيبة.. أنتِ منارةُ ، ديمقراطيةً وحراكَ حرياتٍ (مجلس أمة منتخب - حريات فائقة في 15 صحيفة يومية - ثروة بترولية - سكان 1,2 مليونا - قوة اقتصادية... إلخ). محزن أن يُحال 12 نائباً للنيابة العامة.. مؤلمٌ أن يُتهمَ رئيس الوزراء عياناً بياناً بمخالفات مالية (رشوةٍ وغيرها).. موجعٌ تصارع سلطاتِ التشريع والتنفيذ سنواتٍ بلا نتيجة فيتعطّل البلد لإصرار كلٍ على موقفه، سواءً كان حقاً كاملاً أو مَشوباً.. لكن المُدمي لنا في الخليج، قبلكم في الكويت، أن يخرج مواطنون، أعماهم الحماس أو غلبهم الضيم فاختاروا غير طريق الحوار.. اختاروا طريق استعراض الشغب. لعله حماس الشباب.. لكن ليس بالحماس تُدار الدول.. والحماس بلا ضوابط انفعال. الفرق شاسع بين أن تتحول الديمقراطية والحريات أداةً للبناء أو تصبح وسيلة فوضى وشغب. والحاكم الحصيف من يحتوي غضب أبنائه - هادئهم ومضطربهم - فيحفظ (شعرة معاوية).. يرخيها إن شدها الناس. لكن مع هذا وقبله وبعده لا بد من (هَيبةِ حكم). فهي صمامُ أمانٍ يُفترض أن يقول للمحسن (أحسنتَ) ويكافأه، وللمسيء (أسأتَ) فيُجازيه. أمةَ الكويت.. شعباً..قيادةً.. حكومةً.. لا تُعِنْ الشيطانَ على نفسك. Twitter: @mmshibani