لإكمال نصف الدين، للحفاظ على الجنس البشري، للاستقرار النفسي، للمظهر الاجتماعي، الكل يبحث عن نصفه الآخر ويتمنى أن يجمعه به العش السعيد، ليهنأ بالدفء والسعادة والإستقرار. إذ يصبح هاجس الشباب منذ مرحلة المراهقة هو الزواج، ويظن ان اكتمال رجولته مرهون باقترانه بزوجة.. والفتاة بدورها تنتظر فارس أحلامها الذي كانت في الماضي تتخليه على ظهر حصان أبيض، ولا أدري أين وصل بهن جموح الخيال الآن مع تسارع التطور والتكنولوجيا.. على العموم كلا الطرفين ينتظر لحظة التقائه مع الطرف الآخر.. ولكن !!! مع استمرار الأحلام وتكاثرها يقرر الفارس أن يخطو خطوته العظمى، ويتقدم لطلب القربى، ليصطدم بعقبة المهر - بفتح الميم- العقبة التي أصبحت حاجزاً وعائقاً تتحطم عنده كل مجاديف الشباب، وتذوب أحلامهم على جدرانه الشاهقة، وخلف هذا السد فتاة حبيسة تتمنى أن ينهار، لتخرج إلى عالمها الخاص، وتعيش بعض أحلامها المؤجلة، والبابا يزايد على سعادتها، ويبحث عن من يدفع أكثر، كأن فلذة كبده سلعة يعرضها للبيع. ومع هذا الواقع المر الذي لم يجد الشباب والفتيات مخرجاً منه، اتخذوا من آلامهم ومأساتهم مادة خصبة للنكتة والسخرية، عسى أن تخفف عنهم بعض الضغوط، أو يأتي الحل عبرها، وأسهل وسيلة لتناقلها كانت الإنترنت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي لا يمنع فيها الاختلاط، وكانت أجمل فكرة مقترحة من إحدى الفتيات هي انشاء مجموعة للواتي تأخرن في الزواج - لا أحبذ استخدام كلمة «عانس»- ويطلقون عليها مسمى (أعملي آد ممكن اصبح أم الأولاد) تأملت هذا الاقتراح المضحك المبكي، وفكرت أنه بدلاً من اضطرار القوارير لمثل هذه التنازلات، التي لا ذنب لهن في اسبابها، لماذا لا ينشئ الشباب مجموعة يستهدفون بها آباء الفتيات الذين هم السبب الرئيس في هذه الأزمة النفسية لدى الطرفين، ويسمونها: (ياعمو خفف المهر.. اصير لك احسن صهر) . [email protected]