في واقعة غير معتادة، أصرت فتاة سعودية تدعى "هنادي" على الزواج من أحد الشباب مجهولي النسب، مبررة موقفها بأن هؤلاء الشباب نظرًا لنشأتهم الصعبة أقدر على تحمل مسؤوليات الحياة الزوجية. وقالت هنادي خلال لقائها في برنامج صباح الخير ياعرب "أحببت الارتباط بواحد منهم لأنني شعرت بأن هناك أشياء أبحث عنها يمكن أن أجدها فيه، فهؤلاء الشباب لا يوجد فرق بينهم وبين شباب العوائل لأنهم يدرسون والدولة تقدم لهم خدمات وتم تربيتهم على أيدي اختصاصيين، بل قد نجد بينهم من هو أفضل من حيث الأخلاق والتربية والتعليم والطموح". وقامت هنادي باتصالات متكررة لجمعيات مختصة وما تجده إما عدم إجابة مطلقة أو تأخير الرد عليها، ما يستدعي إقامة جمعيات مختصة في عملية تسهيل تلك الزيجات. وأضافت: "منذ عام وأنا أسعى للزواج من هذه الفئة ووجدت عائقًا في الوصول إلى طلبي، داعية إلى إقامة جمعية أو دار لتوصيل الطرفين بعضهما". وحول هذا الموضوع، شدد خالد باحاذق -مستشار أسري وخبير نفسي- على أهمية التأهيل النفسي للأيتام حتى يتمكنوا من خوض حياة جديدة أكثر استقرارًا. وتابع في حديثه لصباح الخير يا عرب: "بالنسبة للأبناء الذين يعيشون في دور الأيتام، سواء أكانوا ذكورًا أم إناثًا، فلا بد من عملية تأهيل نفسي كبير للخروج من وضعهم إلى وضع آخر جديد ليحدث استقرار عاطفي". وذكر أن التجارب السابقة أثبتت أن غالبية الفتيات أو الرجال -من هذه الفئة- لا يستطيعون أن يعيشوا معيشة طبيعية مستقرة في أي أسرة، ومن ثم فهم بحاجة إلى عملية تأهيل قد تستغرق 6 أشهر، على حد قوله. وفي السياق ذاته، رحب معتوق الشريف -عضو الجمعية الوطنية السعودية لحقوق الإنسان- بمبادرة "هنادي" واعتبرها خطوة جميلة لحث الفتيات على أن يرأفوا بالشباب الأيتام ويحتضنوهم على اعتبارهم أزواجًا لهم. وأكد أنه ليس هناك ما يمنع زواج الفتاة أو الرجل من الأيتام، مشيرًا في هذا الصدد إلى وجود نوعين من الشباب الأيتام، الأول حاصل على بطاقة الهوية الوطنية والآخر ما زال يبحث عن الهوية الوطنية. وكشف عن وجهة نظره تجاه هذه القضية، وقال: "فكرة ارتباط الفتيات بالأيتام فكرة جميلة وليس هناك مانع من تنفيذها، وفي المقابل تمنى وجود مبادرات من الشباب للزواج من الفتيات الأيتام". وأكد أنه من الناحية الشرعية لا يوجد مانع شرعي يمنع الفتيات الراغبات الزواج من الأيتام، فبإمكانهن اختيار شريك حياتهن واللجوء إلى القاضي إن لم يستطعن الوصول إلى الطرف الآخر في دور الرعاية. وذكر معتوق أن الفتيات اللواتي تأخر زواجهن يمكنهن التفكير في الزواج من الأيتام، مضيفًا: "فنحن لا نريد إقامة علاقات خارج النطاق الشرعي، ومن ثم نشجع فكرة الزواج من الأيتام للفتيات اللواتي تأخرن في الزواج".