تحركات أمريكا هذه الأيام - و لعلها دوماً - مُحيّرةٌ، بل مُريبةٌ، لإمكانية تحليلها بوجوه عدة. في العراق تجمع عتادها العسكري، بعد فُلول جنودها، لتغادر نهاية ديسمبر. 2,5 مليون طن من المعدات و العتاد المستهلك يُشحن لامريكا، ليُعاد تأهيله ثم يُباع لنا مستقبلاً بأغلى الأثمان. لِمَن تركوا ساحة العراق، داخلَه و حوله، عسكرياً و أمنياً و سياسياً ؟ الله أعلم. عكسُها حشودٌ عسكريةٌ شرق افغانستان. هدفُها ضربةٌ قاصمةٌ وشيكةٌ (لشبكة حقاني)، المحمية من المخابرات الباكستانية.و تتضارب الآراء بين رفض عسكر باكستان تكرار غارة اغتيال بن لادن، و بين قائلٍ بتنسيقٍ أمريكي باكستاني بعد عاصفة المُنابَزاتِ الاستخباراتية بينهما. و قريباً في بحر العرب تحركاتٌ بحريةٌ لناقلات طائرات و غواصات و طَلَعات جوية، توحي كما لو أنه استعداد لضرب إيران. لكن واشنطن ليست مؤهلةً لحرب جديدة، و لم تَثْأَر لقتل جنودها في أماكن كثيرة. مواقف محيّرة، يجمعها مَثَلْ (كاد المُريبُ أن يقولَ خُذوني)..بل المُريبُ عملياً تَخطّى (كاد) إلى (قال : خُذوني)...لكن مَنْ يَجْرؤُ عليها..؟! email: [email protected]