كابول، باريس، لندن - أ ف ب، يو بي اي - قتل 12 شخصاً على الأقل بينهم شرطيان وجرح 29 آخرون بعضهم في حال الخطر، في هجوم نفذ عبر تفجير قنبلة جرى التحكم بها من بعد استهدفت قائد الشرطة في هيرات غرب افغانستان أمس، واندرج في إطار مسلسل العنف الذي يهز البلاد قبل أقل من ثلاثة أسابيع من تنظيم الانتخابات الرئاسية المقررة في عشرين الشهر الجاري.ووضعت القنبلة في صندوق قمامة على جانب طريق يشهد ازدحاماً، وفجرت لدى عبور رجال الشرطة المكان، ما ألحق أضراراً كبيرة بسيارات للشرطة وسيارات أجرة ودراجات نارية وهوائية. وتبنت حركة «طالبان» الهجوم، علماً انها دعت الاسبوع الماضي السكان الى مقاطعة الانتخابات، وحمل السلاح ضد «الغزاة» الأجانب، فيما ندد الرئيس الافغاني حميد كارزاي بالعملية التي «أظهرت سعي أعداء افغانستان الى إفشال الديموقراطية وعرقلة مسيرة التطور». وكان مكتب كارزاي اعلن الاسبوع الماضي التوصل الى اتفاق لوقف النار مع مقاتلي «طالبان» في ولاية بادغيس المجاورة لهيرات من اجل السماح بإجراء الحملات الانتخابية والتحضير للانتخابات. وأعلنت وزارة الداخلية مقتل 8 من «طالبان» وجرح 3 آخرين في اشتباك اندلع في ولاية باغلان (شمال) اول من امس، كما اكد وزارة الدفاع سقوط خمسة «ارهابيين» في اشتباك مع القوات الحكومية في ولاية هلمند (جنوب). في غضون ذلك، جدد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير تأييده إجراء حوار بين السلطات الافغانية ومعتدلين في حركة «طالبان». وقال لصحيفة «لو فيغارو»: «بالطبع يجب التفاوض مع طالبان. على الأقل مع أولئك الراغبين بإلقاء اسلحتهم والتحاور. ليست مسؤوليتنا ان نجري هذا الحوار، بل السلطات الافغانية المنتخبة»، مضيفاً: «المحاولة الوحيدة للتفاوض التي دعمها الرئيس كارزاي حتى اليوم جرت في السعودية». وتابع: «حاول بعض الأفغان إجراء اتصالات بطالبان لأسباب عسكرية وتنظيمية محلية، لكن يجب تنسيق الأمر مع الحلفاء، وتوفير الشروط الملائمة لذلك، وادراك ان الاممالمتحدة مسؤولة عن الحوار الذي ليس اسوأ من إجرائه بشكل احادي». ولمّح الوزير الفرنسي الى وجود نوعين من «طالبان». أحدهما يمكن ان يشارك في حكومة شرعية، وأبدى الرئيس كارزاي استعداده لاستقبال اركانه في كابول حين ينوون التفاوض، وأنصار الجهاد العالمي الذين يرفضون التحاور. وفي بريطانيا، كشفت مذكرة سرية للجيش أن اكثر من 3 آلاف جندي في القوات المسلحة البريطانية لا يمكن إرسالهم للقتال في أفغانستان «لأنهم بدناء». وأفادت صحيفة «ديلي ميل» أن جهود الحرب في أفغانستان أُعيقت لأن عدداً كبيراً من الجنود البريطانيين يعاني من البدانة، أويفتقدون قدرات الانتشار في هلمند للمشاركة في الحرب ضد مقاتلي «طالبان»، في وقت يشدد القادة العسكريون على أهمية إرسال قوات إضافية إلى البلاد. وأشارت إلى أن المذكرة السرية حذّرت أيضاً من «أن فاعلية العمليات القتالية البريطانية قُوّضت بسبب تدني اللياقة البدنية لدى الجنود البريطانيين، ما أثار مخاوف من احتمال فقدان بعضهم حياتهم لأنهم غير مهيئين بدنياً لمواجهة تحديات الظروف القائمة في أفغانستان». وأثارت المذكرة القلق من أن الكثير من الجنود البريطانيين يفشلون في ممارسة الحد الأدنى المطلوب من التمارين الرياضية، وهو ساعتان في الأسبوع. ودعا الرائد دوبري قادة الجيش البريطاني إلى «إحياء الروح القتالية واللياقة البدنية لدى جنود القوات المسلحة، وإلزامهم التقيد بمعايير الرشاقة». وكشفت «ديلي ميل» تصنيف 3860 جندياً بريطانياً بأنهم «غير قادرين على المشاركة في القتال بسبب البدانة»، و و8190 جندياً بأن «قدراتهم محدودة على الانتشار لأسباب صحية». من جهة أخرى، شدد الامين العام الجديد للحلف الاطلسي (الناتو) اندرس فوغ راسموسن على ضرورة اظهار قوات الحلف التزاماً قوياً في افغانستان، «ما يحتم تعزيز الدول الاعضاء مساهمتها في البلاد عبر ارسال مزيد من القوات والعتاد والموارد المالية، علماً ان الاميركيين ضاعفوا جهودهم. وكان راسموسن صرح في مقابلة مع صحيفة «بوليتيكن» السبت الماضي، بأن «لا مصلحة للحلف في ظهور العملية في افغانستان على انها تحرك اميركي صرف». واضاف: «من الضروري للحفاظ على التضامن داخل التحالف الحرص على ايجاد توازن بين ما تفعله اميركا الشمالية، اي الولاياتالمتحدة وكندا، وما تفعله اوروبا». ووصف الامين العام الجديد مهمة الحلف الاطلسي في افغانستان بأنها «هائلة» مضيفاً «سنبقى قدر ما يلزم لانهاء العمل، والا فلن نستطيع كسب ثقة السكان». ورأى في المقابلة ذاتها انه ما زال من المبكر البحث في استراتيجية للخروج من الحرب، فيما تثار تساؤلات في هذا الشأن لدى الحكومتين الكندية والالمانية.