نبعت فكرة الموقع الشهير "يوتيوب" لمجموعة من الشباب عندما أرادوا نشر مقطع فيديو لحفلة خاصة بهم لإحدى مناسباتهم ولم يجدوا حلاً لنشر تلك المقطع سوى أنها تبلورت لديهم فكرة إنشاء الموقع لإضافة مقطعهم،وأنا على يقين أنه لم يُبادر إلى أذهان أولئك الشباب أن يصل الموقع إلى ماوصل إليه الآن من نجاحات باهرة . كما أنه لم يجل بخواطرهم أن موقعهم ذلك سوف يكون سببا في كشف بعض القضايا السلبية لبعض المجتمعات! بصراحة إن كان هناك من يستحق الشكر والعرفان،وأن نقف له احتراماً وتقديراً،هو هذا الموقع العملاق بمحتواه وبزواره وبمشاهديه..موقع اليوتيوب.إذ كيف لموقع إلكتروني أن يقوم بإيصال صوت وتوجيه رسالة وكشف لبعض الخفايا والمستور في حين أن جميع وسائلنا الإعلاميه المقروءة منها والمرئية والمسموعة عجزت عن القيام بتلك الدور. كيف لموقع إلكتروني استطاع أن يجعل المسئول يرد وينفي ويثبت مايُنشر بين ثناياه في حين أن أعمدة الكُتاب والرأي العام تُطالعنا كل يوم وكل حين ببعض القضايا ولا تجد لها صدى؟. مايُميز ال "يوتيوب" حقيقة أنه لا يفرق بين مواطن بسيط ومسئول كبير،لا يقف بجانب الوزير ويتجاهل الموظف البسيط بل يرحب بالجميع وبالخير والشر. بصراحة متناهية فقد سعدتُ كثيراً بذلك المقطع الذي تم تداوله في شتى أرجاء الشبكة العنكوبتية وبين الأوساط الإعلامية،ذلك المقطع الذي كشف لنا طريقة تعامل المسئولين مع المواطنين والمراجعين وأقصد هنا – أمين عسير- وسعادتي مكمنها أن ذرات من الفساد في بلادنا انكشفت دون تدخل "هيئة مكافحة الفساد" بل بمعونة اليوتيوب . ينتابني شعور وإحساس أن الأيام القادمه - وبمساعدة من اليوتيوب - تحمل بين طياتها مقاطع مؤثرة ومُحزنة ومُخجلة توضح سير بعض وزاراتنا ودوائرنا الحكوميه. يجب على كل مواطن سعودي أن يرفع أكف التضرع والدعاء إلى الله سبحانه وتعالى لأولئك الشباب الذين قاموا بتأسيس موقع اليوتيوب وأن تمتد دعواهم إلى كل من ساند أولئك الشباب لتنفيذ فكرة إنشاء الموقع ..وبعد هذا كله اقترح على هيئة مكافحة الفساد إن كانت تسعى للقيام بالأدوار المُناطة بها أن تُوثق العلاقة مع –اليوتيوب- وأن تُكثف متابعة ماينشره هذا الموقع وإلا فالتوصية بحجب ذلك الموقع أفضل. [email protected]