المتابع للشأن السوري يتأمل موقفَ (حماس) مقارنةً (بحزب الله). يشترك الفصيلان في اعتمادهما الكامل على نظاميْ دمشقوطهران. الأول سُنّي والثاني شيعي. أي أن الاول أحرى بالخوف من داعميه، خاصةً و هو مقيمٌ بين ظهرانيهم (دمشق) معتمداً على دعمهم المالي الوحيد (طهران). لكن (حماس) أظهرت نضجاً في التعامل. فلم تَنْسقْ بِعَمى في تَبَعِيتها لنظام دمشق حيال الاحتجاجات. و لا شك أن نظاميْ سوريا و ايران ضغطا عليها اكثر مما ضغطا على الحزب اللبناني، لأن تأييدها أوقع في النفوس منه. فهما في أمسِّ الحاجة لأي دعمٍ سياسي من أية جهة. فما بالكم إن أتى الدعم من الفصيل المظلوم المقاوم الوحيد الذي ناصَرَهُ العجم أكثر من العرب. موقف (حماس)، هو (صمتُ مَنْ لسانُ حاله : يَضيقُ صدري و لا ينطلقُ لساني). لا غَرْوَ ، فمبادؤها و رصيد قضيتها عند الشعوب يمنعانها من نُصْرَةِ السفاح. و محاصرةُ الأنظمة العربية للقضاء عليها تُخيفُها من (إعلان) تأييد مطالب الشعب، فتكونَ تلك الرصاصة القاتلة لها من نظام الأسد. لو كان لها مَخْرجٌ آخر .. لانطلق اللسان بعد ( ضِيقِ صدرٍ ) .. نرجو ألّا يطول. email: [email protected]