البنك المركزي بالعالم الثالث، خزينةُ المال و الأسرار و التجاوزات. داخلُهُ من النقد مفقود، و الخارج منه محدود -إذا كان للشعب- و مَبْدود (من التبديد) للحسابات الخاصة. لذا مُحافظُهُ أهمُّ من قائد الجيش. و يزيد عليه أن يكون أطوع من الخادم، و أن يتعامل مع الأمانة بمقولةٍ تُنسبُ -ظُلْماً- لعبد الملك بن مروان، عندما جاءته بشارةُ اختياره خليفةً و كان يقرأ مصحفاً فأطْبق دفَّتيْهِ قائلاً :"هذا آخر العهد بك". محافظ البنك الأردني ( استُقيلَ ) لاصطدامه -حسبما نُشر- بملفاتٍ شائكة :(منع ترخيص بنك جديد لِذي نُفوذ - تعطيل بيع أراضي مملوكة للجيش - الإصرار على إدراج مِنْحة السعودية مليار دولار في الموازنة العامة - الدفاع عن أموال مشتركي التقاعد و الضمان الاجتماعي - التصدي لعمليات غسل أموال - مواجهة بنوك ذات ارتباطٍ عالٍ).هذا ما نشر صحفياً. في خمسين سنةً شغل المنصبَ خمسةُ أشخاص. و مكث هذا فيه عشرة شهور , ربما صدّق -كالعامة- خطوات الإصلاح فغَلَبَهُ الحماس عن أن يدرك أن (القولَ) ظاهر، فلا بد من تجميله، و (الفعلَ) خَفِيٌ لصالح المنتفعين. جَريرةُ هذا المحافظ : اسمُه. ( فارس شرف ). إذا له نَصيبٌ منه فليس له نصيبٌ من الوظيفة. لا يرضى البعض أن يشغلها (فارس) أو ذو (شرف). فَلْيُغيِّر اسمه .. أو مُسمّاه .. أو وظيفتَه .. و هذا الذي حصل. email: [email protected]