لم تعد منظمة الأممالمتحدة تخشى على ما تبقى من سمعتها السيئة أصلاً، فهي تتدحرج نحو الهاوية ككرة الثلج، تزداد أخطاؤها يوماً بعد يوم، ويتسارع مع ذلك سقوطها، ففي الوقت الذي يتوقع العالم منها موقفاً مشرفاً إلا وجاءت بنقيضه، ويكأنها تتعمد ذلك، حتى أصبحت من الدائرين في فلك السياسة الواضح، فلم تعد تلك المنظمة حيادية أو قانونية بل إنها أمست ذات قرارات سياسية ولها مرجعية سياسية مرتبطة تماماً بفلك الولاياتالمتحدةالأمريكية و”إسرائيل” ومن لفت لفيفهما.. سقطت المنظمة بامتياز في الاختبار الأخير “مرمرة الزرقاء”، كيف سقطت؟، نعم سقطت عندما برّأت المجرم وتركته يلوغ ويلوك دماء وأشلاء ضحايا أبرياء جاءوا ليتضامنوا مع المحاصرين في قطاع غزة منذ أكثر من أربعة أعوام متواصلة.. ولعل الأغرب من ذلك هو اعتبار حصار غزة متوافقاً مع القانون الدولي من وجهة نظرها (الخفيف)، أي قانون ذاك الذي يشرعن حرمان الأطفال من الحليب، أي قانون ذلك الذي يحرم المرضى من العلاج، أي قانون الذي يكتب الموت على محرومين من السفر للعلاج، أين قانون ذاك الذي يشرعن الاحتلال وممارساته وجرائمه؟!!.. حقاً لقد سقطت الأممالمتحدة، لقد أصبحت كالجسد البارد الهالك الذي تقلّ أنفاسه تمهيداً لعملية خروج الروح، أصبحت ذات عيون نائمة وآذان صماء ولسان أعوج، لا تتحدث كما يريد القانون الدولي، بل حسب ما يراه السائرون في الفلك الأمريكي و”الإسرائيلي”. إن ما أظهرته نتائج تقرير لجنة التحقيق التي شكلها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للتحقيق جريمة الاحتلال “الإسرائيلي” على سفينة مرمرة التركية لهو رؤية خرقاء وموقف مخزٍ ومدان ومستنكر ومثير للغضب والسخط، حيث إنه تجاوز كافة الخطوط وتجاوز حقوق ضحايا مرمرة وضحايا غزة، لقد باتت سيادة القانون تحت أقدامهم، وبات قانونهم عربة يجرونها أينما شاءت سياستهم .. إننا كفلسطينيين نعرب عن بالغ قلقنا واستغرابنا واستهجاننا ورفضنا المطلق لسياسة الأممالمتحدة المتردية، ونعرب قبل ذلك عن تضامننا مع أنفسنا ومع شعبنا الفلسطيني المحاصر، ونعرب عن تضامننا الكامل مع تركيا وشعبها وحكومتها وقيادتها، ونشكرهم على مساندتهم للقضية الفلسطينية التي عجز الكثيرون من أصحاب المقامات أن يفعلوا كما تفعل تركيا.. فلا نامت عين منظمة الأممالمتحدة، ولا نامت عين "إسرائيل"!.