فوجئت يوم عيد الفطر بالأمس الأول بخبر وفاة الأخ الحبيب الأستاذ محمد صلاح الدين الدندراوي تغمده الله برحمته الواسعة وجعله في عليين ، خبر أحزنني كثيراً فقد كان لي أخ عزيز رافقته في مكةالمكرمة لعدة سنوات منذ عام 1961 مرافقة حميمة في المسكن وزمالة وفية في العمل بجريدة ( الندوة ) التي كان مؤسسها ورئيس تحريرها الأستاذ الكبير صالح محمد جمال ومدير تحريرها الأستاذ القدير أحمد محمد جمال رحمهما الله. كان رفيقا شفوقاً وزميلاً سنداً ومعلماً بارعا وصديقاً صدوقاً لاتفارق وجهه الابتسامة حتى عندما يعترض رأيه الرأي الآخر اذ كان يقارع الحجة بالحجة وقلّما يغلبه خصمه. ولم أكن لأفارقه حين أفارقه إلا وقد حصدت كثيراً من ثمار صحبته. وقد تعلمت من أستاذي محمد صلاح الدين الكثير من علمه وجنيت المفيد من خبرته ونهلت من صفاء صداقته. أما إذا ذكرت الشهامة والمروءة فكان لهذا الرجل النصيب الوافر الى جانب عصاميته وسماحته. وكما تقتضي سنة الله في الحياة كان فراقي له في عام 1963 حيث ذهبت للعمل في المركز الاسلامي في جنيف بسويسرا مع الدكتور سعيد رمضان رحمه الله منتدباً من رابطة العالم الاسلامي . مع ذلك لم يفارقني التعلم والاستفادة من أستاذي محمد صلاح الدين حيث بقيت على مواكبة أفكاره التي يسكبها بقلمه المدرار في جريدة الندوة ، ثم في مجلة الحج ، ثم في جريدة ( المدينة ). كان من بره ووفائه المعهود أن استمر بالسؤال عن والديّ و اخوتي خلال غربتي . يروي أخي محمد كيف كان أستاذنا يرعاه و يوده و يطمئن عن حال الوالدين و يناصحه ويتابع تحصيله العلمي بل وحتى عن سير عمله اذ يقول إن أكثر من حثه على مواصلة التعلم والاصرار عليها الى مرحلة الدكتوراه رغم صعوبة الظروف في ذاك الزمان هو الأستاذ محمد صلاح الدين ، فجزاه الله عنا جميعاً كل خير. وقد كنت دائم الاتصال به وكان في أسفاره إلى أوروبا وأمريكا كثيراً ما يمر عليّ في جنيف في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي وكنت كلما سنحت لي الفرصة للعودة إلى المملكة فإن لي معه لقاءات وجلسات و أحاديث. رحم الله فقيدنا الغالي الأستاذ محمد صلاح الدين وأدخله في الصالحين.