هي شقيقة أم الخبائث ولها آثار سيئة ومدمرة مثلها وأكثر وأجمع العقلاء في كل زمان ومكان على خطورة تعاطي المخدرات والمسكرات،لذلك جاء شرعنا الحنيف بتحريم تعاطي هذه المواد المضرة بالعقل والبدن.. وفي كل عام تنفق الدول عشرات البليارات على التخفيف من الآثار السيئة لهذه المواد التي تحصد أرواح البشر، وقد وافق يوم أمس 26 يونيو اليوم العالمي لمكافحة المخدرات وكانت فيه العديد من النشاطات والفعاليات في كافة دول العالم لأنها آفة منتشرة للأسف وداء يهدد صحة الإنسان وأمن المجتمعات فكما قيل في أحد شعارات المكافحة (المخدرات مفتاح كل شر) وهذا كلام صحيح فعلاً فهي نقطة البداية لكثير من الجرائم كالسرقة والاعتداء على الغير للحصول على تلك السموم ومشكلة المخدرات تكمن في استهدافها لفئة الشباب بالذات مما ينعكس سلباً على كافة النواحي المتعلقة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتفاقم حجم المشكلة في السنوات الأخيرة حيث زادت عدد قضايا المخدرات وزاد عدد المتعاطين وارتفعت نسبة الإدمان، وغالبا ترجع الأسباب إلى التفكك الأسري والانحراف ورفقاء السوء والبعد عن الدين، وعدم وجود هدف أسمى للشخص لتحقيق ذاته إضافة لتأثير بعض وسائل الإعلام الهدام والتي أظهرت تجارة المخدرات كطريق سهل للثراء وحياة الرفاهية،وإظهار متعاطيها في حالة نشوة وسعادة – حتى لو كانت النهاية مختلفة - مما ينطبع في العقل اللاواعي للمشاهد خصوصا إذا كان شاباً مراهقاً فيفكر في تجربتها ويدخل في دائرة الإدمان . وتعمل إدارة مكافحة المخدرات على عدة محاور أهمها المحور الوقائي من خلال خطط وقائية للتوعية بأخطار المخدرات والتي لابد أن تكون بشكل مكثف خصوصا في المدارس والجامعات إضافة إلى خطب الجمعة في المساجد لتوعية الأهل لحماية أبنائهم من هذا الداء ومتابعتهم دون أن يشعروا بالمراقبة.. وقدمت إدارة الشؤون النسوية بالمديرية العامة لمكافحة المخدرات برنامجها التوعوي من محاضرات ومعارض وورش عمل تفاعلا مع اليوم العالمي لمكافحة المخدرات وكثفت البرامج التوعوية الخاصة بأضرار المخدرات لمحاربة هذه الآفة الخطيرة وقد بدأت تلك الفعاليات بإقامة وتفعيل عدة معارض توعوية إرشادية يتخللها حلقات نقاش في عدد من الجهات الحكومية وتوافقت الفعاليات مع فترة الامتحانات الدراسية والتي ينشط فيها تجار ومروجو المخدرات ومهربوها الذين يستهدفون ويستغلون هذه الفترة لبث سمومهم وتدمير أبناء هذا الوطن من الطلاب والطالبات. وحرصت المعارض المصاحبة على عرض صور لضحايا المخدرات ووسائل التهريب وعرض لأنواع المخدرات، بالإضافة إلى توزيع مطويات وكتيبات توضح أنواع وآثار تعاطي المخدرات على الفرد والمجتمع. وسوف تستمر لمدة ثلاثة أسابيع سيتخللها عدد من ورش العمل في كل من مكتب الإشراف الاجتماعي النسائي بمنطقة الرياض، سجن النساء ، الشؤون الصحية، وزارة التخطيط، المؤسسة العامة للتقاعد، مدينة الملك سعود الطبية، وزارة المالية، وزارة الخدمة المدنية، بالإضافة إلى تنفيذ العديد من المعارض التوعوية في الملتقيات النسائية وفي عدد من مناطق المملكة.. ولابد من الاهتمام بالتنشئة الاجتماعية السليمة للأبناء وتنمية الوازع الديني في نفوسهم وصقل ضمائرهم وتعزيز مناعتهم الذاتية ضد كل أسباب الانحراف وتوجيه قدراتهم نحو أعمال نافعة ومفيدة ، وبلغ عدد الذين وقعوا في شرك المخدرات على المستوى الدولي 225 مليون شخص، ومئات الآلاف من متعاطي المخدرات يموتون سنوياً بسبب هذه الآفة علاوة على أن عدد حاملي فيروس الإيدز بسبب تعاطي المخدرات يقدر بنحو 4 ملايين شخص حسب بيانات منظمة الصحة العالمية.و إزاء حجم مشكلة المخدرات وتطوراتها فقد بات ضرورياً أن يقف المجتمع الدولي بكافة منظماته وهيئاته وأجهزته المختلفة وقفة جماعية صلبة أمام هذا التحدي الخطير الذي أصبح يهدد المجتمعات البشرية النامية والمتقدمة على حد سواء في ظل الحدود المفتوحة والاتصالات السريعة التي أصبحت من العوامل الرئيسة في انتشار المخدرات بين بلدان العالم بشكل يدعو للقلق الشديد. ونسأل الله أن يحفظ الجميع من شرها خصوصاً شباب بلادنا.. وبامكان من يرغب متابعة الأنشطة أو معرفة أي معلومات الأطلاع على موقع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات www .ncnc.org.sa [email protected]