من لا يعترف بالقصور الواضح فى جميع المناهج التربوية للأطفال فى العالم العربي بل وفى معظم بلاد العالم فهو كمن يسد عين الشمس بغربال .. قد يتطاول بعض الباحثين بتلك الانتاجات التى كما يرونها أنها قاربت الإشباع لكن السوق الطفولى ينشد المزيد ويغربل المعروض حتى يتماشى مع الواقع والفكر المتصاعد ومن هذه الوتيرة المتشابكة التى جاء بها التيار العريض سواء من النت أو من الفضائيات نرمز دون خجل لتلك البواكير التى جعلت الطفل كهلا وقديما قيل من زاد عن حده انقلب إلى ضده وهنا سر اختفاء الإبداع حتى أصبحنا ندور حول أنفسنا لا نرى الاختراع اللاشبيه أو الغير مبنى على أصول غيره وشتان بين التطور وبين الإحداث والى هنا اكتفى بشرح مفهوم الإشباع المزعوم . تجادلنا مع من فتح الله صدره للحقيقة ليرى بواطن الحقيقة التى غيبها منظرو الفلسفة التى تخدم المصالح الخاصة ومما يؤسف له أن هذا ألكار مملوء بهم ولا يهمهم المبدأ العقدي للإنسان حتى ولو كان طفلا بقدر الانتشار والذيوع والمادة وليس المنطلق من هنا فقط حتى لا يأخذ الموضوع الرأي الواحد حتى ولو تطرقنا للأسرة التى أصبحت محشورة كملح الطعام فى كل مادة ولون لكن هو الواقع الذى لا مهرب منه .. نعم : الطفل فى الوقت الحاضر أصبح ضحية سباق الحضارات والتقدمية وما إلى ذلك وبالتدقيق فهو ضحية التجارب الفاشلة التى يجريها يوميا من ادعوا أن لعبة الثقافة الطولية لا تخرج من أيديهم لأنهم كما يخيل إليهم أنهم ذهبوا شوطا كبيرا فى إتقانها ونحن لا نعارض هذا جملة وتفصيلا دون تحليل واقع المستجدات فى هذا الميدان ومن نبرات القلم اطلب ممن يتابعني بكل أدب واحترام استخلاص الفوائد من المطروح كمادات ثقافية جاءت من نتاج هؤلاء وبين ما نراه من أعمال طفولية ترتبت عليها أحداث جسيمة مؤلمة أصبحت تهدد بالخطر لو بقى الحال كما هو . قبل أيام اهدانى احد الأخوان الذى كنت أعنيهم كتابا يدور حول تفتيت المشاكل وتنظيرها من الشمال إلى اليمين واكتفى بموضوع جاء به على سبيل المثال ولم اعترضه عندما قام بتقسيم الطبقات العمرية واحدث لها المنشآت التخيلية ليصل إلى المصب الذى كان المطلب الحقيقي لي ولمن يناقش اى موضوع من قوالبه المستقيمة ولاشك أن البحث فى المستور لاكما يقولون مؤلم بل من هذا الانهيار أصل إلى الرأس المدبر وجاء فى العرض السابق لأخينا الجهبذ أن من اوليات التربية لدى الأطفال الضرب والضرب الذى لا هوادة فيه وجاء بحكم عقيمة منها . اضرب ولدك وأحسن أدبه ما يموت إلا إذا جاء اجله والعصا لمن عصا وغير ذلك من الترهات التى صبها الفكر العقيم على الساحة العريضة ليتداولها أرباع المثقفين فى الطفولة لتذيع فى المجتمع كله وفى النهاية أنتجت لنا جيلا جبانا لا يستطيع الإقدام ولو طوقته بالذهب . إذن أين نجد وسائل الثقافة الإبداعية التنموية للأطفال بعد توزيع مراحل أعمارهم طالما أن الواقع الحالي ليس فى افقه ما يطمئننا على أطفالنا ؟ والجواب على ذلك فى أكثر من مصدر وأولها وأهمها تعديل تلك التربية الخاطئة التى تعرضنا لها سابقا المدعومة فى طمأنة المعلم بالقول الرجعى : لك اللحم ولنا العظم : وهنا بالإضافة إلى الجهل التربوي تنقلب العملية إلى حالة نفسيه حادة نتائجها السلبية مؤكدة بأعلى النسب يقول احد الباحثين فى هذا أن له طفلين الأول منهما استخدم معه العنف التربوي فى فترة الطفولة ثم غير المعاملة ولم يستقم الطفل والثاني عامله عكس معاملة اخيه فاستقام ولو طبق كل شخص على نفسه نظرية الذاكرة الذاتية لوجد أن ذاكرته تستطيع سرد أحداث طفولته دون غيرها عدا القريب منها وبدون التداعي أيضا من هنا أصبحت مرحلة الطفولة من اخطر المراحل لدى الإنسان وعليها تبنى الهيكلية العامة للشخصية ثم تأتى مرحلة المراهقة وهذه المرحلة إن تشبعت بتربية مرحلة الطفولة تسير على نهج السلوك الذى تلقته منها بنسب كبير تقول بعض البحوث التجريدية أن أفق الإنسان يضيق ويتسع تبعا لما صادفه من التيارات المضادة والغير المضادة وهذا الفرد بهذه الحالة هو الذى سيكون مكسبا أو خسارة على مجتمعه وكلما تطايرت المكتسبات من كفة إلى كفة وكلما تزايدت النسب فى الأفراد الذين يشكلون هذه القوى نرى المجتمع المتفوق من غير المتفوق ومن هذه النظرية تقاس حضارة الأمم ونحن كمجتمع اسلامى عربي عندما أضعنا تلك القوانين التى جاء بها الإسلام والتى نصت بدقة متناهية فيما ذكرنا فبعد أن كنا فى المقدمة أصبحنا فى المؤخرة وان كنت أتعشم الخير فى المجتمعات الإسلامية خاصة بعد الدروس القاسية التى تلقتها ولازالت تتلقاها من أعدائها. المدينةالمنورة : ص.ب 2949 Madenah-monawara.com