في العرف الاداري والميداني رفع التقارير المستفادة بعد كل مهمة، مهما كانت داخل البلاد أو خارجها ولكن بكل تجرد عن المجاملات والمحسوبيات والمقاصد.المهم وضع النقاط على الحروف بكل صدق وشجاعة. وعليه فعندما تقوم الامور على هذا الأساس توضع الحلول المناسبة لكل المواضيع كل بحسب أهميته وبمقدار الحاجة له وما الى ذلك. أما إذا قُدمت الدروس المستفادة محّرفة ومزيفة لمقاصد فردية فالنتائج ستكون عكسية وستبنى الخطط المستقبلية على ضوئها ليكون السلب لا الإيجاب في النهاية. وبالمناسبة وعلى هذا الأساس فمن كتّابنا المحترمين من يذهب في كتاباته الى قول الصراحة بكل شجاعة في أي أمر من أمور حياتنا. وطبيعي هذه الشجاعة في القول والرأي يجب أن تقابل بالاحترام والتقدير والعمل لا بالسخرية والعناد والانكار والتحدي. وبالتالي البحث عن أذيته أو الإيقاع به أزاء مصداقيته وغيرته الوطنية المشكورة وفقط لأنه ذكر الحقيقة في الموضوع الذي تعرض له كدرس مستفاد وهنا وللأسف تقع مخالفة رغبة خادم الحرمين الشريفين الذي شجع ويشجع كل الوطنيين المخلصين وذلك في أعمالهم وأقوالهم ثم سمح وأمر بوضع العلاج المناسب للقضاء على الفساد والمفسدين أينما كانوا وحيثما وجدوا، الى جانب كشفهم والادلال عليهم بكل الحقائق المجردة من الأهواء والأغراض في كل الظروف. بقي أن نعرف أن من المغالطة في كتابات الدروس المستفادة ( قولة نعم بدلاً من قولة (لا). فالمسئول عندما يذكر لغرض ما أن كل الامور على ما يرام وهو ( غير صادق ) يضر بالمصلحة العامة أكثر مما ينفعها ، لأن الخطط المستقبلية ستبنى على تقريره الذي انحرف به من مراقبة الله الى مراقبة الشيطان بعدم ذكر الحقائق. ولكم أن تصدقوا موقفاً مزعجاً في هذا المجال وهو على سبيل المثال وكما حصل تماماً فلعله يساعد من يتوخى الحقيقة تماماً ليستفيد مما ذهبت اليه في هذا الصدد ان شاء الله. أما الموقف فهو أنه في الحريق الذي حصلت فيه بعض الخسائر والوفيات في منى وهو في عام 1398 تقريباً كنت مسئولاً عن وحدات الحج برتبة رائد، وفي يوم من أيامه قفلت الخطوط من مزدلفة الى منى تماماً ومن الصباح حتى العصر تقريباً بحيث تعطلت المركبات تماماً حتى سيارات الاسعاف والشرشورة وغيرها. ثم استفسرت غرفة العمليات عن وضع السير في هذا الطريق فتناول الجهاز زميل ووجه النداء لزميل آخر يجلس بجواره في خيمة قريبة من موقعي ورددا الخطوط جميعها سالكة وكل شيء على ما يرام رغم أنهما من المسئولين في المهمة أيامها سامحهما الله. ومن (اللقافة الوطنية) كما يقال أوضحت الحقيقة العكسية للعمليات وتوقعت أن يتدخل أحدهما فلم يفعل. ثم تدخل صاحب السمو الملكي الامير احمد بن عبد العزيز وتأكد من الحقيقة بحيث أمر بالعلاج الفوري حفظه الله ورعاه. هذا ما أقصده من ضرورة ذكر الحقيقة دون لبس أو مغالطة من أجل وضع الدراسة وملاحظة مثل ذلك في الخطة المستقبلية والتي يجب أن تبنى بعد كل مهمة على أسس حقيقية وموضوعية والله الموفق.