عقدت لجنة الشؤون الصناعية وشؤون الطاقة بالبرلمان الأوروبي في بروكسل جلسة عمل خاصة للاستماع إلى مداخلة من قبل الأمين العام لوزارة التجارة الدكتور فواز العلمي وذلك على هامش فعاليات الأسبوع العربي الذي ينظمه المجلس التشريعي الأوروبي ويستمر حتى اليوم الخميس . وقدم الدكتور فواز العلمي بحثا علميا متكاملا حول التحديات الرئيسة التي تواجه العالم في مجال الطاقة وسبل بلورة إستراتيجية عالمية مشتركة لرفع هذه التحديات ومواجهتها على مختلف المستويات سواء المتعلقة بالإنتاج والتسويق واقتسام الطاقة وتحمل أعبائها في مجالي التجارة العالمية والتصدي للتقلبات المناخية . وركز الأمين العام لوزارة التجارة على عدد من النقاط المحددة في معاينة التحديات التي تواجه المجموعة الدولية في إدارة شؤون الطاقة . واستعرض في بداية مداخلته الأوضاع العامة لقطاع الطاقة والعناصر المرتبطة به مثل ظاهرة النمو السكاني في العالم وتصاعد الحاجة لمصادر جديدة للطاقة والنمو الاقتصادي والتطور الصناعي والتباين الكبير في الاعتماد على الطاقة والفجوة التي تفصل في هذا المجال بين الدول المصنعة والعالم الآخر وما يمثله ذلك من خلل يفسر انعدام التوازن الحالي في الأسواق . وأشار إلى أن الإدارة غير العادلة بين الإنتاج والتسويق ولجوء الدول الصناعية إلى فرض رسوم مرتفعة جدا على المواد النفطية والمحروقات يفسر في جانب كبير منه ارتفاع الأسعار والتي لا علاقة للدول المنتجة بها . وأكد الدكتور فواز العلمي أن لا بديل عن إقامة شراكة إستراتيجية فعلية على مستوى العالم تشمل عناصر واضحة وملزمة تتجاوز إطار الطاقة لتشمل إعادة هيكلة النظام التجاري العالمي بشكل عادل ومتوازن وتضمن أيضا إعادة ترتيب لحركة تنقل الأشخاص وهجرة اليد العاملة والتعامل معها إلى جانب البحث عن خطط لتوجيه الطاقة البديلة وربط مجمل هذه التحركات بإدارة جيدة لظاهرة التقلبات المناخية وتقاسم أعباء ذلك بشكل متزن ولا يصب في مصلحة الدول الصناعية وحدها . وأشار إلى حاجة العالم الماسة إلى جملة من الضوابط والمقاييس في مجال الطاقة لمواجهة العولمة والسعي للتنمية المستدامة وحفز فرص فعلية جديدة للنمو والحفاظ على البيئة . وتناول فرص تفعيل الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي وإرساء تفاهم مبني على المسئولية والمنفعة والمصالح المشتركة . وجرى نقاش مطول بين النواب الأوروبيين والدكتور فواز العلمي تناول مختلف النقاط والعناصر الواردة في هذه المداخلة التي حضت بتقدير وتأييد لما تضمنته من محاور محددة وواضحة لمواجهة التحديات التي تواجه قطاع الطاقة العالمي . حضر الجلسة البرلمانية سفير خادم الحرمين الشريفين في بروكسل المهندس عبدالله المعلمي وممثلي المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي وعدد من الخبراء والمختصين ومندوبي أجهزة الإعلام المختلفة .