وصف الكاتب الصحفي الدكتور إبراهيم الدعيلج الراحل الأستاذ محمد صلاح الدين بأنه كان أستاذًا لجيل من أجيال الصحافة السعودية، وقال الدكتور الدعليج ل»المدينة»: لقد كان الأستاذ محمد ممّن أسهموا في تطور الصحافة السعودية منذ بداياتها وبداية عمله في جريدة الندوة مع الأستاذين صالح وأحمد جمال -رحمهم الله جميعًا- ومن ثم انتقاله لجريدة المدينة، مشيرًا إلى أنه لايزال يتذكر بداياته في العمل الصحفي عندما التحق بجريدة المدينة، وكان ذلك في عام 1394ه عندما كان الأستاذ عثمان حافظ رئيسًا للتحرير، والأستاذ محمد صلاح الدين مديرًا للتحرير، وهاشم عبده هاشم سكرتيرًا للتحرير، حيث كانت «المدينة» تُطبع في مطابع الأصفهاني الواقعة بشارع المطار الفرعي، ومبنى الإدارة يقع خلف مبنى مؤسسة الخطوط السعودية. وأضاف قائلًا: لقد تعلمت من هذا الرجل -رحمه الله- الشيء الكثير، فقد كان يوجّه توجيهًا سليمًا بدون غضب، وبدون استكبار، وبطريقة مباشرة، وبدون ادّعاء المعرفة أو المعلومة، وكان يوجّه توجيهًا غير مباشر، مشيرًا إلى أنه كان حريصًا على التقيّد بالمهنية الصحفية السليمة، وفي نقاط العمل الصحفي، والعمل بمصداقية، وأن تكون الفائدة للقاري لافتًا إلى أنه يحرص على المعلومة بعيدًا عن الإثارة الصحفية التي يبحث عنها الكثيرون. وأبان أن الأستاذ محمد صلاح الدين كان حريصًا على مَن يعمل معه في الصحيفة، بحيث لا يدعه يواجه الصعاب، أو الإغراءات من الصحف الأخرى، وقال الدكتور الدعيلج: عندما أضطرتني الظروف وترك جريدة الندوة، وترك جريدة المدينة اتّصل بي الراحل، وطلب حضوري فقابلته، وأخبرته أنه إن كان يرغب في عودتي فعليه أن يستأذن من رئيس تحرير الندوة، وكان ذلك فعلًا فعدت مرة أخرى للمدينة. وأوضح الدكتور الدعيلج أن الفضل يعود لله سبحانه وتعالى، ثم للأستاذ محمد في أن يكون أصغر رئيس تحرير لجريدة الندوة، مشيرًا إلى أنه عندما كان محررًا في جريدة «المدينة» كتب خبرًا افتقد للمعلومة الصحيحة، ووقف معه الأستاذ محمد وقفة صادقة تجاه الدائرة الحكومية التي تم نشر الخبر عنها.