* المحطة الأولى: كشف مدير معهد الإدارة العامة الدكتور عبدالرحمن الشقاوي في تصريحه مؤخرا لجريدة المدينة بعددها الصادر رقم 7541 في 29 5 1432ه المتضمن عن وجود ستة آلاف مشروع حكومي متعثر تمت من خلاله إعادة 90 ملياراً من الريالات بسبب البيروقراطية. وقد شخص رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد الأستاذ محمد الشريف في أول ظهور له بعد توليه مؤخرا لهذا المنصب موضحا بأن هنالك أربعة تحديات تواجه إدارة المشروعات في قطاع المقاولات وهي عدم الاعتناء بإعداد الشروط والمواصفات الخاصة بالمشاريع قبل طرحها للمنافسة وثانيا اسناد الأعمال والمشروعات من الباطن سواء بعلم الجهة المالكة للمشروع وموافقتها أو دون ذلك وما يسبب ذلك ضياع جزء كبير من قيمة المشروع دون استفادة وثالث هذه التحديات ضعف الإشراف على المشروعات سواء كان ذلك من الإشراف ذاتياً من قبل الجهة المالكة أو خارجياً من قبل الاستشاري، آخر هذه التحديات ضعف كفاءة أعضاء لجان الاستلام الابتدائي في المشروع وهذا التحدي من أكبر التحديات وهو تشخيص أكثر من رائع أوضح من خلاله سبب فشل هذه المشاريع مما يتطلب تلافيها، لذلك أرى من الضرورة أن يقوم مختصون بدراسة أسباب تعثر هذه المشاريع في كل قطاع حكومي بصفة مستقلة ووضع الحلول اللازمة لها وطرق العلاج لها لأن تعثرها خسارة اقتصادية كبيرة على البلد وعلى المواطن السعودي. * المحطة الثانية: مما لا شك فيه أن الفساد المالي واستغلال السلطة والنفوذ دون وجه حق وهي ظاهرة عالمية توجد في جميع المجتمعات المعاصرة بنسب مختلفة في الدول المتقدمة عن الدول النامية والمتخلفة ومجتمعنا السعودي أحد المجتمعات المعاصرة التي أصيبت بهذا الداء، وللأسف الشديد خلال الخمس سنوات الأخيرة ازدادت أرقام الميزانية العامة للدولة بسبب ارتفاع أسعار النفط والمبالغ الكبيرة المعتمدة لمشاريع الدولة والتي تقدر بعشرات المليارات واختفت أرقام الملايين وأصبحت من الذكرى وأصبحت هذه المبالغ تزغلل البعض من أصحاب الضمائر الضعيفة والذين لا يخافون الله ولا يفرقون بين المال الحلال والمال الحرام ويحققون من خلالها مبالغ طائلة تجعله أحد أثرياء العصر بطرق غير مشروعة والعياذ بالله وذلك لعدم وجود عبارة من أين لك هذا والتي لو طبقت في مجتمعنا السعودي لانكشف هؤلاء. ومن هنا جاءت حكمة خادم الحرمين الشريفين بإصدار أوامره السامية الكريمة في عام 1428ه بإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد للتحقيق مع المسؤولين عن كارثة سيول جدة التي حدثت وذهب ضحيتها الكثير من الأبرياء نتيجة الفساد المالي الكبير في مشاريع الصرف الصحي ومشاريع تصريف مياه الأمطار، كما صدرت موافقة مجلس الوزراء بالقرار القاضي بالموافقة على تنظيم الهيئة الوطنية لمكافحة النزاهة وتعزيز مبدأ الشفافية ومكافحة الفساد المالي والإداري. * المحطة الثالثة: المتقاعدون هم الفئة الغالية على قلوبنا وفيهم الأب الكبير والجد وأصحاب خبرات قدموا عصارة جهدهم لبلدهم وخدموه وساهموا في تنميته ومن ينكر ذلك فهو جاحد ولا يعرف رد الجميل واعداد المتقاعدين لدينا كبير بلغ مليوناً ومائتي ألف هم من كبار السن فيهم المريض والسقيم والفقير وأصحاب الحاجة الذين يحتاجون للمساعدة المالية وخاصة أن أغلبهم لا يملكون تأميناً صحياً أو سكناً خاصاً بهم، مصيبة المصائب أن يتقاعد الإنسان من عمله ولا يملك سكناً يأويه ويأوي عياله، ولو نظرنا حولنا لوجدنا أن المؤسسة العامة للتقاعد تستثمر مبالغ تبلغ 33 مليار ريال ومؤسسة التأمينات الاجتماعية لها استثمارات تبلغ 86 ملياراً من الريالات ولو وزع جزء من أرباحها على المتقاعدين لجعلتهم في أحسن حال مما يستلزم أن تقدم لهم علاوات سنوية تزيد من رواتبهم تعينهم على مواجهة الغلاء الذي يزداد بشراسة وكذلك توفير مساكن لهم وبأسعار رمزية جداً وأن تقوم الجهات الحكومية الأخرى بتقديم مزايا لهم بتخفيض رسوم الكهرباء والتلفون والإقامات والجوازات وفواتير المياه وغير ذلك من الرسوم والتي يمكن أن تكون عبئاً على الكثير منهم. * المحطة الأخيرة: لقد فرحت كما فرح غيري من الكثيرين الذين كانوا ينادون بضرورة تعليم اللغة الإنجليزية من بداية المرحلة الابتدائية بقرار وزارة التربية والتعليم والذي صدر مؤخراً بتعليمها ابتداءً من المرحلة الابتدائية وهي خطوة جيدة في الطريق الصحيح لتخريج أجيال شابة تستطيع التعامل مع اللغة الإنجليزية التي أصبحت تستعمل في معظم شركات القطاع الخاص خاصة أن تعلم هذه اللغة أصبحت من متطلبات هذا العصر هي والحاسب الآلي ومدخلاً للحصول على الكثير من الوظائف وأصبح الجاهل لها يفتقد أساسيات التعامل مع الذين يتحدثونها وخاصة في حالات السفر وفي حالات الابتعاث التي تتطلب معرفة هذه اللغة التي تساعد الشباب في دراستهم في الخارج. مكةالمكرمة فاكس: 5426713