إلى عهد قريب كان الانطباع السائد في أذهان الكثيرين من غير سكان المملكة، إن بلادنا عبارة عن صحراء قاحلة لا تصلح للزراعة ولا لنمو الأشجار.ولكن هذا الانطباع تقلص كثيراً في السنوات الأخيرة حينما أصبحت الخضرة والأشجار تغطي مساحات واسعة من الأرض.. بفضل الله ثم تشجيع الدولة للزراعة والتشجير وإقامة مشاريع الري والصرف.. وبعد أن اثبتت التجارب الكثيرة أن بلادنا لاتساعها تستطيع أن تنجح بها زراعة جميع أصناف الخضروات والنباتات والأشجار. وتقدمت المملكة خطوات كبيرة في الزراعة حتى إنها استطاعت أن تحقق الاكتفاء الذاتي من عدة أنواع من الخضروات والحمضيات والتمور التي بالمملكة أكثر من عشرين مليون نخلة تسد حاجتنا.. بل ونصدر الفائض الى الخارج.ولكن جهد الدولة لا يكفي في هذه المجالات الزراعية المتعددة.. إذ لا بد للمواطنين من المشاركة الفعلية في النهوض بالزراعة.. والتشجير.. فكثير من الدول تخصص يوماً واحداً في السنة تدعوه بيوم الشجرة، حيث يقوم كل مواطن بزرع شجرة في أي مكان يريد.ونحن في المملكة أولى بمثل هذا العمل الخير الذي يعود على وطننا بفوائد شتى.. ولا يكفي أن توجد هذه الفكرة في منطقة دون أخرى.فكثرة الأشجار في بلادنا تساعد على تلطيف حرارة الجو، كما أن الشجرة وخاصة إذا كانت مثمرة تمدنا بالغذاء وهي بعد ذلك مصدر جيد للخشب الذي يدخل في صناعات عديدة.فعلى المواطن ألا يترك أرضه أو حديقته.. جرداء.. عليه أن يزرعها بالأشجار حتى وإن كان لا يرجو ثمرها في وقت قريب. ولا أعتقد أن أحداً منا لم يسمع بحكاية ذلك الفلاح العجوز الذي مر عليه كسرى أنو شروان وهو يغرس شجرة زيتون.. فسأله: هل تطمع أيها الشيخ أن تعيش طويلاً حتى تأكل من ثمر هذه الشجرة.. فأجابه العجوز الحكيم قائلاً: لا.. ولكن غرسوا فأكلنا.. ونغرس فيأكلون. فلنحاول العناية بغرس الأشجار، فإن عشنا أكلنا منها أطيب الثمر.. وإلا فإنها لفلذات أكبادنا الذين نحبهم.