في عام 1992م انتدبت من قبل الإذاعة لتغطية فعاليات معرض المملكة بين الأمس واليوم والذي أصبح جزءاً من المعرض الدولي ( اكسبو 92 ) في اشبيليا باسبانيا ، وكنت خلال الأيام العشرة التي قضيتها هناك مبهورا بإعجاب الزائرين من غير العرب بفرقة الفنون الشعبية السعودية التي كانت تشارك كل يوم في المسيرة التي ينظمها المعرض ثم على المنصة الخاصة بمعرض المملكة ، كان أعضاء الفرقة نجوما يتهافت الزائرون على التقاط الصور معهم ومصافحتهم . استحضرت كل ذلك الإعجاب للزائرين وتلك النجومية لفرقة الفنون الشعبية وأنا بين صفوف المتفرجين في جناح القصيم بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية على فرقة عنيزة وهي تؤدي لون السامري بتطريب وشجن ينتزع منك الآهة تلو الآهة ، خاصة وان الراوي محمد بن شرهان قد طلب من الفرقة أداء قصيدة معينة احتفاءً بسعادة وكيل الوزارة المساعد لشؤون الإذاعة الأستاذ إبراهيم الصقعوب ومرافقيه ، فلقد حظيت بدعوة كريمة أثناء مراجعتي لبعض الأعمال في الرياض من الأستاذ إبراهيم الصقعوب ، والأستاذ سعد الجريس مدير عام إذاعة الرياض لحضور حفل تكريم القائمين على برنامج الخيمة الشعبية الذي كان يبثه البرنامج العام من إذاعة الرياض يوميا على الهواء مباشرة من الجنادرية بالإضافة إلى برنامج المجلس الثقافي ، ففي تلك الليلة وقبل ختام المهرجان بيومين كرمت الإذاعة الزملاء الذين قاموا بإعداد وتقديم وإخراج البرامج من الجنادرية ، بالإضافة إلى مسئولين من الحرس الوطني تقديرا لتعاونهم مع إذاعة الرياض في تمكينها من إقامة خيمة بجوار جناح القصيم يتم من خلاله بث البرامج ، وبالتالي فإن المسئول عن جناح القصيم الأستاذ صالح الفوزان بحكم الجوار وعلاقة الصداقة مع الأستاذ الصقعوب حضر حفل التكريم ودعانا لزيارة الجناح . في الطريق إلى جناح القصيم وأثناء التجوال في جناح المدينةالمنورة كان النجم الذي يلفت الأنظار وهو يسير معنا الراوي محمد بن شرهان فمرات عديدة استوقفه الزائرون وطلبوا التقاط الصور معه ثم يثنون على ما يسمعونه يوميا في الخيمة الشعبية ، فقلت للأستاذ سعد الجريس : هذا يعني أن الخيمة الشعبية مسموعة بل إن الإذاعة بشكل عام مسموعة وهو ما يستدعي أن يكون لها حضور أكبر في المهرجان القادم لتنقل للمستمع يوميا فعاليات كل جناح خاصة إذا كانت بمثل سامري عنيزة ، وزير المدينة ، ومزمار مكة ، وعرضة عسير ، ودحة الشمال ، وليوة الشرقية ، والفرصة مواتية لإذاعة الرياض الآن كي تخطط وتستعد لمعايشة مهرجان سوق عكاظ الذي يقام كل صيف في الطائف . لقد أصبح من نافلة القول إن مهرجان الجنادرية عرس وطني ، فقد لفت نظري عدد الزائرين ولم يكن يوم إجازة وتجاوبهم مع الفعاليات حتى كبار السن من الرجال والنساء الذين كان أبناؤهم يقودون كراسيهم المتحركة قضوا اوقاتاً هي لا شك ماتعة رغم عجزهم عن المشي ، وكم أتمنى على الحرس الوطني الذي يبذل جهودا كبيرة في تنظيم المهرجان أن يفتح مجالا اكبر لاستثمار هذا المهرجان تجاريا أكثر من الآن ، ففي معرض اكسبو 92 كانت هناك منتجات كثيرة بشعار المهرجان ، وكانت هناك وسائل عدة لجذب الزوار وتسهيل الوصول إليه خاصة وأنني قد لاحظت والزميل عبد العزيز الزاحم مدير الإخراج بإذاعة الرياض أن عدد الزوار من المقيمين قليل وقد أرجعت الأمر لبعد المسافة عن الرياض ، وعدم توفر وسائل مخصصة لنقلهم . إن الإذاعة السعودية مسموعة ، وتستحق اهتماما اكبر من كل الجهات المعنية بإيصال رسائل أو فكرة أو حدث إلى الجمهور وهي إحدى وسائل الجذب والترويج والنقل إلى كل أنحاء المملكة وخارجها ، والدليل ابن شرهان.