قبل أحداث ثورة ليبيا لو قدر أن سئل معمر القذافي عن حبه للشعب الليبي لكان الجواب قائمة من العبارات والشعارات الرنانة التي تبرز الحب والولاء والعطاء والفداء لليبيا وللشعب الليبي...أما بعد أحداث الثورة فقد أجلت وأظهرت حب القائد لوطنه وشعبه.. هذا الحب الذي أشعل فتيل الحرب في ليبيا ومزق وشائج المودة والمحبة بين القائد وشعبه،فكانت الأنانية والعظمة والطغيان،ولسان حال هذا القائد المحب يقول ليسحق الشعب وأبقى أنا فكانت الحرب التي حصدت أرض ليبيا وسقت شعبها الذل والهوان. الحرب في ليبيا تبدو في ظاهرها وكأنها انتفاضة عسكرية بين فريقين.. الأول قيل إنه كتائب والثاني تم تسميته " الثوار ".. وبين الكتائب والثوار تضيع ثروة ليبيا النفطية وينتهي الأمان الى الأبد ويتحول الأخ الى عدو مباشر لأخيه وحرب المدن قادمة.. جميع الأطراف مسلحة.. وأصبح كرسي الحكم مرتبطاً بقوة السلاح.. كلما أمعنت في القصف والقتل والحرق.. كلما أعلنت تحرير زنقة زنقة أو دار دار.. الجميع يبحث عن السيادة والسيطرة.. حتى إن البعض من الثوار ظهر على الإعلام يلوم الغرب لأنه لم يقصف الكتائب مما أدى الى سيطرة الكتائب.. لا يهم عدد الموتى والجرحى وتدمير الحياة الإنسانية في ليبيا. ظهر الثوار في بداية الأمر بصورة مدنية.. يرفعون اللافتات في الميادين.. يجوبون الشوارع.. لكنهم تحولوا الى قوة عسكرية يزمع البيت الأبيض الأمريكي أن يتخذ قراراً استراتيجياً بتسليح هؤلاء الثوار.. والثمن أن يتحولوا فقراء ومرتزقة وجنود في الصحراء.. هؤلاء الثوار غير معرَّفين.. وليس لهم السيرة العسكرية وكما أن مطالبهم مدنية بقوة السلاح.. ويبدو أن السخرية التي تلازم خطابات القذافي وكذلك تعمده أن يظهر بملابس غريبة وطريقة إلقائه للخطابات، تجعل من الثوار مشروعاً مقبولاً.. فماذا لو تمتع القذافي بالأسلوب المعتاد عن الزعماء والرؤساء.. كيف ستبدو صورة هؤلاء الثوار.. هؤلاء الثوار يعرفون أو يجهلون فهم لا يهمهم ما بعد انتهاء حرب الاستيلاء على السلطة في ليبيا.. هناك دمار اقتصادي سوف يسيطر على ليبيا ،و غياب للاستقرار الأمني، وتواجد القوات الدولية أو الأمريكية فوق الأراضي الليبية وذلك بحجة الحفاظ على حقوق الإنسان والنفط وإدارة البلاد وتدريب الثوار ليصبحوا جيشاً نظامياً.. إن التدخل الأمريكي في أية منطقة عربية وإن حمل مشرط الشفاء من السرطان فلن يعيد للمريض أي أمل في حياة سعيدة.. لأن هذا المشرط سوف يحتل جسد الأمة ويقطع الأجزاء التي سيسميها " مسرطنة ".. ومسرطنة بمفهومه الاقتصادي أي لا تساعد في إثراء ودعم الاقتصاد الأمريكي.. فالحرب على العراق كانت اقتصادية.. ولا يهم للأمريكان أن يدخلوا في أي حسابات سياسية أو عسكرية مال لم يكن الحساب الأكبر والمحصلة النهائية تدور في فلك الاقتصاد الأمريكي.. وعلينا أن نتذكر تجربة العراق والاحتلال الأمريكي فيه.. وبعد ذلك علينا أن نتذكر الحالة الصومالية وكيف تدخلت إدارة كلينتون بإدعاء حماية حقوق الإنسان وحماية المواطنين من النظام إلا أن الوضع في الصومال لم يتحسن، حقاً الأمور تسير وفق خطة مرسومة ولكنها خاضعة لكل المفاجآت.. فهامش العمل بالأخلاق منعدم تماماً.. ومن خلال القراءات الأفريقية والتدخل الأمريكي العسكري والاقتصادي يمكننا أن نقول إن سهولة التدخل الأمريكي في ليبيا قد مهد إلى صناعة طرفي صراع عسكري وتم تسميتهم سريعا.. الكتائب مؤيدو نظام القذافي.. والثوار معارضو نظام القذافي.. وأمريكا تدير المعارك من بعد ومن الجو.. وبذلك لا يؤثر هذا التدخل على الرأي العام الأمريكي ولن تخرج المظاهرات والمسيرات في الغرب لتقول لأمريكا " كفى ".. لأنه وببساطة لم يقتل أمريكيون في المعارك.. وكلمة السر هناك هي نشر الديمقراطية.. وكأن المنطقة العربية هي الفقيرة ديمقراطياً. ص.ب 4264341551 Mabw123 @GMAIL.COM