يأتي المهرجان الوطني السنوي للتراث والثقافة (الجنادرية) في دورته السادسة والعشرين الذي انطلقت فعالياته الأربعاء الماضي يأتي بشكل مختلف وفي ظل ما يغمر الوطن من أفراح عديدة لعل في مقدمتها البهجة بعودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى ارض الوطن سالماً معافى بعد أن من الله عليه بالشفاء من العارض الصحي الذي ألم به وما تبع عودته إلى ارض الوطن من فرح جارف عم كافة أرجاء البلاد والمواطنين ولا تزال أصداؤه وفعالياته مستمرة لان الشعب السعودي بأفراده ومؤسساته حريصون كل الحرص على التعبير عن هذه الفرحة الكبرى التي لا يعدلها أي فرحة أخرى. أما الفرحة الثانية فقد تجسدت بعد أن رد الله كيد الكائدين ومثيري الفتنة من الحاقدين والطامعين والمتربصين الذين يزعجهم ويقض مضجعهم ما تنعم به بلادنا من بحبوحة في العيش وامن رغيد حيث اثبت أبناء الوطن أنهم وكما عهدناهم قلباً وقالباً في مواجهة كل الأخطار والتحديات وأنهم السياج الأول والمنيع بعد الله في المحافظة على استقرار الوطن وأمنه وتطوره كما اثبتوا ولاءهم وثقتهم الكاملة في قيادة بلادهم وحكومتهم الرشيدة وأنها ولله الحمد في أيد أمينة. وتأتي الفرحة الثالثة لتمثل أسمى معاني الحب والوفاء من والد الشعب لأبنائه ومواطنيه المتمثلة في تلك الحزمة من الأوامر الملكية التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين تقديراً لشعبه الذي بادله الحب والولاء الصادق فكانت هذه الأوامر التي تستهدف الإصلاح ورخاء المواطن وتحسين أوضاعه الاجتماعية والاقتصادية كابلغ رد وخير دليل على ما يجمع شعب المملكة وقيادته الرشيدة من انسجام تام و تلاحم قوي وتقارب كبير. إذا فنحن أمام موسم حافل بالفرح والسعادة والحبور وأريج الثقافة والتراث الأصيل وليس بغريب أن يكون عنوان الجنادرية لهذا العام هو فرحة وطن ابتهاجاً بجملة تلك الأفراح التي لم تكن إلا امتداداً تاريخياً وترجمة واقعية للنهج الثابت الذي سار عليه قادة هذه البلاد منذ المؤسس جلالة الملك عبد العزيز غفر الله له وأبنائه الملوك البررة في التمسك بأصول الدين الإسلامي الحنيف والمحافظة على هوية هذه البلاد ومنطلقاتها الأساسية ولحمتها الوطنية. إن مهرجان الجنادرية الذي يقام منذ أكثر من ربع قرن يمثل سجلاً حافلاً للتاريخ السعودي من خلال اهتمامه بالمحافظة على تراث وأصالة الشعب السعودي وقيمه الدينية والاجتماعية والتعريف بالانجازات التنموية الهائلة التي تحققت لهذه البلاد منذ توحيدها على يد الباني المؤسس الملك عبد العزيز وحتى العهد الزاهر لحبيب الشعب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهد الأمين وسمو النائب الثاني وهو ما يجعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز بهذا الموروث الخالد والقيادة الحكيمة. جعل الله أيامنا كلها أفراحاً وسعادة وخير وعطاء وحفظ الله لنا قيادتنا الرشيدة التي لا تألو تعمل بكل جد وإخلاص لرخاء الوطن وسعادة أبنائه.. وهذا علمي والسلام.