نحمد الله على سلامة خادم الحرمين الشريفين وشفائه وعودته إلى أرض الوطن سليماً معافى ليواصل مسيرة البناء والتنمية والتطور بمساعدة ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وحكومتهم الرشيدة، وقد شاهدنا مظاهر الفرح والبهجة والسرور التي عمت عموم أطياف الشعب وهم يحملون صوره والأعلام الخضراء في كافة المدن والمحافظات والهجر تعبيراً وفرحاً بعودة الأب القائد. لذلك وبصفتي أحد منسوبي الحرس الوطني، فمن خلال خدمتي التي تجاوزت ثلاثة عقود من الزمن ومنها ستة عشر عاماً كمسؤول عن نشاط لجنة الشعر الشعبي في المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية، فإنني عرفت عن سيرة سيدي الشيء الكثير عندما كان ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ورئيساً للحرس الوطني من الأفعال والمزايا والصفات الحميدة التي لا توجد إلا في مثل مقامه الكريم، وذلك أثناء خدمتي ومعايشتي له داخل مبنى رئاسة الحرس الوطني وخارجها وهذه شهادة لله أولاً ثم للتاريخ أقولها بكل صدق وأمانة، ومن هذه الصفات والمزايا التي خصه الله بها. فإن خادم الحرمين الشريفين يمتاز بطهارة قلبه الطيب النظيف العطوف الحنون وعطفه على كل من يقابله من الناس رجالاً ونساء وأطفالاً. ففي إحدى المرات وأنا أشاهد موكبه أثناء دخوله لمبنى رئاسة الحرس الوطني، وبينما كان المنظمون يبعدون الناس عن طريقه وكان من بينهم امرأة أخذت تناديه وتلوح له بملف أخضر فشاهدها سيدي وأمر السائق أن يرجع إلى الخلف فرجع بدون موكب وأخذ ملفها واطلع على أمرها وأمر بحل مشكلتها على الفور والأمثلة على ذلك كثيرة. ولعل المتابع لسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله يلاحظ تواضعه وشفافيته المتناهية أثناء حديثه وصراحته عندما يتحدث في جلسات مجلس الوزراء ويوجه كل مسؤول بأن يهتم بالوطن ورفاهية المواطن كل حسب موقعه فهو يريد من كل مسؤول أن يكون أميناً في كافة تعامله وتصرفه تجاه الوطن والمواطن. ومن منطلق حرص سيدي خادم الحرمين على الاهتمام بكافة المواطنين وتحسس أوضاعهم واستمراره على هذا النهج فقد أصدر رعاه الله أوامره الملكية بعد عودته إلى أرض الوطن مباشرة والتي كلها تصب في مصلحة الوطن والمواطن ورفع المعاناة عن كاهل كافة المواطنين ليعيشوا في رفاهية وسعادة، هذا على الصعيد الوطني. أما على الصعيد الخارجي فكان لديه الإحساس بكل ما تعانيه الدول والشعوب في العالم الإسلامي عربي وغير عربي، من خلافات ومجاعات وكوارث والسعي لإصلاح ذات البين بين الأشقاء والوقوف معهم ومد يد العون والمساعدة لهم باستمرار. وهذه الصفات والأفعال والأعمال والمزايا الرائعة جعلت من صقر العروبة وملك الإنسانية، ملكاً محبوباً عند الله ومن أحبه الله أحبه خلقه. هذه بعض من صفات ملك الإنسانية والعدالة عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه وشد أزره بنائبيه، وهو امتداد لمن سبقوه من ملوك هذه البلاد غفر الله لهم، وفي مقدمتهم، المؤسس الموحد لها جلالة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وأبنائه من بعده سعود وفيصل وخالد وفهد، رحمهم الله جميعاً وعموم أموات المسلمين. حفظ الله لهذه البلاد أمنها واستقرارها بقيادة خادم الحرمين الشريفين ونائبه ووفق الله كل مخلص لدينه ومليكه ووطنه ومجتمعه... هذا والله من وراء القصد. محافظة ضرما