رجل والرجال قليل كما قيل! لهذا الأخ خصال كريمة ما أكثرها! منذ عرفته قبل عقود وأنا أشعر بوفائه وألامس مشاعر الصادقين، له المزيد من الخصال الحميدة لعل في مقدمتها خلقه الدمث وأدب نفسه ولطفه وبشاشته، شمائله متعددة، فهو كما يقال ابن بلد شجاع، صحافي ناجح بإسلوبه وتناوله لما يعنى به، كثير الأدصاقاء لأن خلقه عال، يقدر الرجال ويحتفي بهم ويسأل عنهم إن غابوا! أشعر بالسعادة حين ألقاه وحين نتواصل عبر الهاتف.. كنت ازوره لماماً لأنه مشغول، وكنت احياناً أكتب الى مجلة الحج التي يرأس تحريرها، وكان يجدد دعوته لي إذ تباطأت! وكنت أقدر حرصه واقرأ احياناً ما يكتب في صحيفة «الشرق الأوسط». وبعد إصداري لكتابي «وتلك الأيام» الذي تناولت فيه «تجربتي الصحافية» وقابلته بعد وقت من إصداره فوجدته معجباً بالكتاب! وكان في بعض لقائي به يتحدث عن هذا الكتاب وتناولاتي عبر تلك التجربة الصعبة وأيامها في تلك البدايات، فكنت أشكره وأقدر مشاعره ووفاءه واهتمامه وفضله وشجاعته في تحاوره معي! وبعد أن توليت رئاسة النادي الأدبي الثقافي بجدة، كتب موضوعاً في ملحق الأربعاء الصادر عن مؤسسة المدينةالمنورة للصحافة والنشر عنوانه: «أبو مدين من عامل إلى رئيس»، هذا الوصف مهارة المهنية التي أتقنها الكاتب المبدع رطب الله ثراه ورحمه.. وجاء أستاذنا الدكتور محمد رجب البيومي رحمه الله، ليكتب تعقيباً وهو توافق لما كتبه الصحافي الماهر من وصف وبيان الذين يحسنون الصحافة وهم قلقة في كل زمان ومكان.. ومن تعبير الكاتب الماهر عليه شآبيب رحمات رب العباد قوله: «في الوقت الذي يشكو بعض الناس من الامكانيات المالية المحدودة للأندية كان نادي جدة الأدبي بقيادة هذا الرجل ينوّع في إصداراته الدورية في مجالات النقد والقصة والترجمة، وهي إصدارات قيمة حظيت بقدر كبير من الاهتمام من قبل النخب الثقافية داخل المملكة وخارجها، حتى أني وجدت الكثير من المتابعين لها في دول مصر والشام والمغرب العربي» الى آخر هذا الثناء الجميل لجهد المقل، وهو ثناء يليق بكاتبه الوفي ذي الأدب النفسي الكبير! وما كتبه الدكتور دياب شدّ أستاذنا الدكتور محمد رجب البيومي رطب الله ثراه فكتب يقول: قرأت بجريدة المدينةالمنورة مقالاً صادق النبرة مخلص التوجه للاستاذ محمد صادق دياب تحت هذا العنوان: «عبدالفتاح أبو مدين من العامل الى الرئيس» فرأيت أن الكاتب الفاضل قد استطاع أن ينقل عن صدري، وهو لا يعرفني، وأن يعبر عن خواطر دينة في أعماقي تعبيراً صادقاً، حتى لكأني أنا الذي أمليت عليه ما اكتب» الى آخر ما قال أستاذنا رجب البيومي. وإن الذي عرف الفقيد الدكتور دياب وخالطه يعرف رجلاً كريماً يحترم الناس وينزلهم منازلهم، وهذه الخاصية قليلة في حياة الناس! والحديث عن رجل ذي قيم حديث رائع لانه يحفل بقيمة ومثل وحيادية لرموز خليقة أن تذكر فتشكر وتتردد اسماؤهم بين الناس فيقال: فلان رحمه الله كان يصنع المعروف، وكان ذا خلق وإيثار ووفاء، قريباً من الناس، يخالطهم ويقدرهم، وأخي محمد صادق دياب كان فيه هذه المثل لأنه رجل ذو قيم، كثير الصديق لانه قريب منهم «ولد بلد» كما يقال، محامده كثيرة لانه ذو أدب نفس، وهذا النمط من الناس هو القريب منهم، ولم يكن الفقيد ذا كبرياء وغطرسة، كذلك كان القريب من القريب والبعيد! خصال كريمة عرفتها في الكاتب والصحافي الناجح! وعسى أن يعني القريبون منه بالكتابة عن قائد من قادة الصحافة في بلادنا وعن منهجه في رئاسة تحرير مجلة «اقرأ» وريادته عبر مساره الصحافي لعقود من حياته! عليه رحمات ربه وأنزل على أسرته الصبر وأرجوه سبحانه أن يربط على قلوبهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.