شَيَّعت مدينة (جدة) ظُهر الأحد الماضي ابنها البار الأستاذ الأديب المبدع محمد صادق دياب، بمشاركة جمع غفير من الأدباء والمثقفين ووجهاء البلد. عرفت الفقيد- رحمه الله- من خلال لقاءات متباعده، واقتربت منه أكثر عندما أصبحت من قراء مقالاته، ومؤلفاته، القصصية والتاريخية.وقد وجدت في شخصيته المحببًة صفات الإنسان الصادق في تعامله وحبَّه للآخرين، فأحبَّه كل من عرفه، وعَقَد معه ميثاق صداقة لا يعكر صفوها خلاف. عشق (جدة) عروس البحر، وأبدع في وصفها، ووثَّق تاريخها القديم بروح (ابن البلد) المغرم بماضيها. كتب عن بحرها، ومنازلها العتيقة.. وتغنى بجمالها، وارتبط بحاراتها.(محمد صادق دياب) صاحب قلم جذاب، وأسلوب رفيع، في قصصه ورواياته. كان مبدعاً في فنون الأدب، متذوقاً لجميع الفنون.. ماهراً في كتابة المقال الصحفي الجذاب، وبارعاً في حديثه، خاصة إذا كان الحوار عن مدينة (جدة).وأعلم -يقيناً- أن اسم الفقيد (محمد صادق دياب) رحمه الله كان ضمن القائمة التي تحمل اسماء المكرمين في منتدى (الاثنينية) لهذا الموسم الحالي، وكان الشيخ الأديب (عبد المقصود خوجه) حريصاً - منذ زمن- على إقامة حفل التكريم في الموعد الذي يراه (أبو غنوه) مناسباً، لكن مرضه كان حائلاً دون الحصول على الموعد المحدد. وفي حفل تكريم الأديبة شريفة الشملان، تحدث الشيخ عبد المقصود خوجه عن الأديب الراحل مشيداً بإبداعاته، وماتركه في الساحة الثقافية من أثر يظل نبراساً لعشاق الأدب وفنونه .. مبدياً أسفه على فوات فرصة تكريمه في (الاثنينية) رغم الحرص على تحقيق هذه الرغبة التي تمناها الجميع.. داعياً له بالرحمة والغفران من الله تعالى. لقد كان الموت أسرع من لحظات الانتظار .. وهو المكتوب على جميع الأحياء (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام). أسأل الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يجعل الجنة مثواه..(إنا لله وإنا إليه راجعون).