شيعت مدينة (جدة) يوم الأحد الماضي ابنها البار (الأستاذ الأديب محمد صادق دياب) بمشاركة جمع غفير من الأدباء والمثقفين والوجهاء ، وقد كان الفقيد الراحل - رحمه الله - صادقاً في تعامله وحبه للناس، فأحبه كل من عرفه ، ووجد فيه تلك الروح الجذابة، عشق (عروس البحر) فأبدع في وصفها ، ووثق تاريخها القديم والحديث..وتغنى ببحرها وحواريها .. ومنازلها العتيقة ، فهو الفخور أبداً بجمالها ، الممجد لإنسانها المعانق للبحر ، المكافح على ترابها الناعم. - عرفت (الفقيد) صاحب قلم جذاب في كتاباته ، وقصصه ورواياته. مبدعاً في كل فن ، حتى في تواصله مع أصدقائه ومحبيه، كنت أبعث إليه برسائلي الهاتفية - وهو في لندن لتلقي العلاج - فيصلني الجواب سريعاً وبعبارة بليغة مبشراً بالصحة، وبعودته قريباً إلى أرض الوطن، وحسبت أن الغياب لن يطول حتى صدمت بخبر وفاته، وعودة جثمانه لتحتضنه المدينة التي عشقها وذاب في حبها. | لقد كنت أعلم يقيناً أن اسم الفقيد الراحل (محمد صادق دياب ) كان ضمن القائمة التي تحمل أسماء المكرمين في منتدى (الاثنينية) لهذا الموسم الحالي، وكان الشيخ الأديب (عبدالمقصود محمد سعيد خوجة) حريصاً - منذ زمن - على إقامة حفل التكريم في الموعد الذي يراه (أبو غنوة) مناسباً، لكن مرضه كان يحول دون الحصول على الموعد المحدد. - وفي الأسبوع الماضي أثناء حفل تكريم الأديبة شريفة الشملان تحدث الشيخ عبدالمقصود خوجه عن الأديب الراحل مشيداً بإبداعاته وما تركه من أثر أدبي ثقافي يظل نبراساً لعشاق الأدب وفنونه، مبدياً أسفه على فوات فرصة تكريمه في (الاثنينية) رغم الحرص على تحقيق هذه الرغبة التي تمناها الجميع ، داعياً بالمثوبة والغفران من الله تعالى. | كان الموت أسرع من لحظات الانتظار ، وهو (الحق) المكتوب على جميع الأحياء، (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام). - أسأل الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ، وأن يجعل الجنة مثواه ،( إنا لله وإنا إليه راجعون). دعاء - (اللهم اغفر للمسلمين جميعاً الأحياء منهم والأموات ، وادخلهم جناتك ، واعذهم من عذابك ، ولك الحمد ، وصلِّ اللهم على أشرف الخلق سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين).