يتوقع وصول جثمان الصحافي والأديب والكاتب محمد صادق دياب من لندن إلى جدة ، اليوم الأحد ، ومن ثم تشييع جثمانه الثرى بعد الصلاة عليه ، ونعى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة ، فقيد الوطن دياب الذي وافته المنية أمس الأول في بريطانيا ، وقال خوجة: فقدنا الإنسان المثقف ذا الاخلاق الجميلة ، الإعلامي القدير الذي كان يحمل كل الصفات النبيلة والإنسانية ، وسنفقد دياب كثيراً كما ستفقده جدة والساحة الأدبية والثقافية والإعلامية. وعددَّ لفيف من المثقفين والأدباء والمؤرخين مآثر دياب على مستوى التعامل الإنساني الراقي والتواصل الاجتماعي ، الذي كان يتمثل (ابن الحارة) ، وهو من أرخَّ لجدة التي عشقها إلى أبعد الحدود كيف لا وهو ابن جدة البار الذي أحب عروس البحر ، وأخلص لها ودون أنفاسها من خلال تصوير أزقتها وشوارعها بيراع أديب ماهر فنان يعرف كيف ينقل القارئ إلى عوالم تفوح منها رائحة التراث والبحر والحارة الجداوية التي كانت بمثابة أحد أبنائه الذين يتعهدهم بالرعاية والاهتمام والمتابعة في غربته بعيداً عن الوطن ، وحتى وهو على فراش المرض في بلاد الصقيع ، عاصمة الضباب لندن ، خلال صراعه مع المرض الذي استمر أكثر من 6 أشهر. والراحل محمد صادق دياب من مواليد مدينة جدة عام 1365ه ودرس في مدارسها وتلقى تعليمه الجامعي من جامعة الملك عبدالعزيز ومنها غادر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ليلتحق بجامعة ويسكنس وينال درجة الماجستير في علم النفس التربوي. عاد للمملكة والتحق بمهنة التعليم العام ثم عمل محاضراً بالكلية المتوسطة بمكة المكرمة، ثم عاد إلى جدة موجهاً تربوياً في الإدارة العامة للتعليم حتى استقالته من مهنة التعليم. استهوت الصحافة الراحل محمد صادق دياب وسرعان ما عشقها وتعلق بها فكتب بصحيفة البلاد، ثم المدينة، وأشرف على ملحقها الثقافي (الأربعاء)، ثم رأس تحرير مجلة (اقرأ) وبعد سنوات رأس تحرير مجلة (الجديدة) حتى تسلم رئاسة تحرير مجلة (الحج والعمرة). للدياب جملة من المؤلفات التاريخية والأدبية والتي تتمحور في مجملها عن معشوقته جدة، حيث استطاع أن يلتقط بقلمه خبايا هذه المدينة من شخصيات وعادات وأحياء ويخرِّجها في مؤلفات مما جعله يكتسب شخصية (العمدة) الذي عُرِف بها في الصحافة السعودية. من مؤلفات الراحل دياب: 1 - الأمثال العامية 1400ه. 2 - 16 حكاية من الحارة - 1402ه. 3 - ساعة الحائط تدق مرتين - 1404ه. 4 - عباقرة الفن والأدب - 1418ه. 5 - مقام حجاز (رواية) - 1432ه. وله رواية تحت الطبع بعنوان (خواجا يني). صحيفة (الندوة) تتقدم بأحر التعازي لشقيق الفقيد الكاتب الصحفي الأستاذ أحمد صادق دياب ولزوجة الراحل وبناته: غنوة ، وسماح ، وسوسن. رحم الله الأستاذ دياب الذي استطاع أن يحتوي بقلبه الكبير كل هذا الحب ممن تعرف عليهم في مشواره الطويل في الحياة.