جميع المشاريع، تكاليف التشغيل والصيانة سوف تذهب معلومات عنها لهيئة مكافحة الفساد، آمل أن تكون هذه المعلومات كاملة بحيث تشمل جميع المستندات من الدراسة إلى التعميد وطريقة متابعته حتى لا تصبح الهيئة مجرد جهة أخرى انضمت للجهات الرقابية القديمة التي لم تتمكن من كبح جماح المفسدين مالياً و إدارياً وباقي المسميات المساندة التي منها إجراءات تعتبر داعمة للفساد تُستخدم فيها اللوائح الكسيحة وتفسيراتها الوقحة للدفاع عن فاسد أو حتى إبراء ذمته بفساد تحت مظلة نظامية. نستطيع أن نجعل هذه الهيئة لتكون الأمل إذا أحسنا العمل، وحتى نحسن العمل لابد أن نقوم بعمل مخطط عام ( Master Plan ) يحدد مواطن الفساد، أدواته، محفزاته، مصنعيه، مروجيه وداعميه من حيث يعلمون أو لا يعلمون، عندها سوف نلاحظ أنه بدون التأكد من وصول العلاج لجميع هذا الخلايا التي أصبحت بؤراً في جسد النظام الإداري سوف يكون علاجنا غير مكتمل الأمر الذي قد يظهر الهيئة وكأنها تتبع مقولة " فجع الذيب ولا قتله". مواطن الفساد التي سيظهرها المخطط العام سوف تساعدنا على تشخيص الحالة لمعرفة المصل الفعال واختيار الكوادر البشرية المناسبة لتطبيق العلاج ومتابعة إعادة التأهيل، هنالك أنظمة و إجراءات يجب أن تلغى، تعدل أو يحدد تفسيرها لأنها تعتبر السند لعمليات الفساد، هنالك وظائف إدارية يجب تغير الوصف الوظيفي لها الأمر الذي قد يتطلب تغير شاغريها حالياً لعدم قدرتهم على مواكبة التغيير ولذلك يستحقون شيك التقدير، هنالك أساليب شيطانية تستخدم النظام لخلق الفساد مثل الاعتماد على الروتينية التي يطبقها مدقق الجهات الرقابية عندما يبحث عن مستندات مطابقة للإجراءات فقط دون النظر بسبب عدم الكفاءة أو محدودية الصلاحية إلى عمل مقارنات وتحاليل كم وكيف تؤدي إلى تأييد أو رفض مبدئي لنظامية المشروع أو المناقصة يتم بناء عليه إجراء فحص أكثر تعمقاً. نحتاج إلى قرارات تحمل أنظمة تأديبية واضحة وإجراءات تنفيذية ذات آلية سريعة وصارمة تؤكد للجميع أن من سوف يمارس الفساد ليضر البلاد والعباد سوف يجد أقصى العقوبات كائناً من كان مع التشهير به، إذا لم يتأكد كبار الفاسدين وصغارهم أن مصيرهم سوف يكون في السجون وما يتبعها من ملاحقات لممتلكاتهم وحساباتهم في الداخل والخارج، فلن نجد غير الضعاف من الضحايا يملأون السجون في حين أن الفاسدين تكبر لديهم البطون والناس ينظرون ويرددون بحسرة " يافرحة ما تمت". محاربة الفساد تحتاج إشراك الجميع وأولهم الإعلام، يجب أن يشجع التبليغ ويُصنع من كل مواطن رجل مكافحة الفساد من خلال فتح قنوات متاحة للتبليغ مع الإعلان عن التحفيز، نحتاج نظام الشيك الذهبي لكثير من موظفي الدولة في مواقع فعالة، يقال لهم شكراً تفضلوا الشيك والتقاعد وكونوا مواطنين بفسح المجال لمن يستطيع خدمة الأجيال وإذا فيكم حيل السوق يتحمل حتى العمل في الليل. لدينا مجموعة مترابطة من التهابات الفساد لا ينفع علاج بعضها وإهمال الآخر تحت المقولة المحبطة "مد رجلك على قد لحافك" لأن الموارد بجميع أشكالها متوفرة والرك على الإرادة أيها السيدات والسادة. عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا