رغبت رشا، ووالداها، بفنجان قهوة عربية مع تمر عجوة المدينةالمنورة، ليشاركاني سماع كلمة خادم الحرمين الشريفين الموجهة لشعب المملكة العربية السعودية. وكانت كلمة شاملة وافية ، مختصرة ومفيدة. عبرت بصدق وحب عن كل ما يكنه الوالد لأبنائه من رخاء وأمن وأمان. تبعتها الأوامر الملكية التي تجاوبت مع آمال وأمنيات المواطنين في مستقبل واعد بالخير لجيل اليوم وللأجيال القادمة. فمن مساعدة مالية عاجلة للموظفين من مدنيين وعسكريين والطلبة والباحثين(وقد تشمل المتقاعدين) متمثلة براتب شهرين، إلى توفير نصف مليون وحدة سكنية، وزيادة في قروض الإسكان. ومن توسعة في المدن الصحية وأسرة المستشفيات في كافة أرجاء المملكة إلى توفير الإمكانيات المادية والبشرية للدعوة الإسلامية الوسطية مع حفظ حقوق العلماء في الاحترام والتوقير، إلى مراقبة الأسواق منعا من الاحتكار ومن رفع أسعار المواد الغذائية ومستلزمات البناء، وإنشاء جهاز للمراقبة والحد من الفساد، وتدعيم أجهزة الأمن بعناصر إضافية، ومسك الختام التوجيه بسعودة الوظائف لتقضي على البطالة المتراكمة عاما بعد عام. وما أن انتهى المذيع من قراءة الأوامر الملكية حتى صدحت والدة رشا بالقول المأثور: " أُعْطيَّ القوس باريها". وعندها تساءلت رشا عما للقوس وما سمعناه من كلمة مؤثرة وأوامر ملكية مطمئنة، فالقوس للصيد أيام زمان، وللزينة هذه الأيام! أجابتها والدتها بأن الملك عبد الله بن عبد العزيز فارس لا يشق له غبار، ويملك كل مقومات الفارس، من الصبر، والتأني، والدراسة المستفيضة لما يشغل بال الرعية، ورسم خطة العمل، حتى إذا ما أطلق سهم الإصلاح أصاب أكثر من هدف، وأولها إصابة دعاة الفتنة والفوضى بالشلل. فما يتطلع إليه شعب المملكة من إصلاحات قد شملته الأوامر الملكية، وجاء دور الأجهزة التنفيذية لتعمل بجد وإخلاص على إخراجها للنور، ولتبدأ ورشات البناء البشري والمدني مستبقة الزمن. لنرى، وفي فترة زمنية قياسية، المساكن الموعودة وقد انتقل إليها من فقدوا مساكنهم في السيول الجارفة التي داهمت العديد من المدن وفي مقدمتها عروس البحر الأحمر جده، والمستشفيات الجديدة وقد أخذت تستقبل المرضى دون انتظار لأسابيع وشهور، والشباب وقد استوعبتهم وظائف القطاعين الخاص والعام، والأسعار وقد انضبطت ليتمكن المواطن من موازنة الدخل والمنصرف، والأمن والأمان وقد عم البلاد وأشاع الراحة والاطمئنان. آملة أن تدب الغيرة عند عدد من حكام الدول العربية فيعملوا على تلبية مطالب شعوبهم في حياة حرة كريمة لا فساد فيها ولا استغلال. وعادت رشا للمشاغبة المعروفة عنها بقولها أن والدتها لم تجبها على مبرر قولها القوس في مناسبة هذا اليوم الواعد بالخير، فقالت لها بأن القوس والنشابة يحددان الهدف، وإذا ما تقلدهما فارس كالملك عبد الله بن عبد العزيز فإن إصابة الهدف لن تُخطئ، بإذن الله. وختمت والدة رشا لقاء الصباح بدعائها لخادم الحرمين الشريفين بطول العمر وتحقق الآمال، ومؤملة أن ينشأ جهاز متابعة لتنفيذ كل ما ورد في الأوامر الملكية بكل الدقة والشفافية والإخلاص في القول والعمل. مدريد