رشا، وقد عرفت مواقع الصحف السعودية الكترونيا، أخذت تطالعها من وقت لآخر، تنقل لي ما يلفت نظرها من مواضيع وتعليقات، فهي تهيىء نفسها للمشاركة في أي مؤتمر صحفي قادم يكون ضيف الشرف فيه السفير الأمير ( وتقصد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز) بعد أن حضرت وبالصدفة الندوة الصحفية التي عقدت في اوتيل كونتنتال بمدريد قبل أسابيع وكان سموه ضيف الشرف). قابلتني اليوم وأنا أسجل لها قصيدة يؤديها المطرب مارسيل خليفة من كلمات الشاعر منصور الحلاج وتقول كلماتها : يا نسيم الريح قولي للرشا لم يزدني الوِرْدُ إلا عطشا لي حبيب حبه وسط الحشا إن يشأ يمشى على خدي مشى روحه روحي وروحي روحه إن يشأ شئت وإن شئت يشأ سمعت معي التسجيل، وشكرتني على اختياره، وعلى إهدائه لها، وأنها ستعيد سماعه مع والدتها لتتعمق في معاني كلماته.غير أنني لم ألحظ على وجهها ما كنت أؤمله من فرح وسرور فأدركت ذلك بحسها المرهف ، واعتذرت بلطف لأن عندها اليوم ما يشغل بالها وتفكيرها، وهو موضوع مقال للأستاذة ابتسام بوقري قرأته في صحيفة المدينةالمنورة تحت عنوان: أسحبك معي للجنة يدور حول يوم اليتيم العربي ومهرجانات فرح الأطفال اليتامى، ومن بينها الحفل الذي نظمته الشؤون الاجتماعية وشاركت فيه الجهات المعنية بالأطفال في مدينة جدة، وذلك الحديث الذي دار بين الكاتبة والطفلة اليتيمة . تقول رشا أنها لم تتمالك دموعها وهي تقرأ الحوار الذي دار بين طفلة يتيمة في العاشرة من عمرها اسمها (غادة) وكاتبة المقال، وتلك الفرحة التي قالت عنها الأستاذة ابتسام بأنها كانت تشعّ من عيني الطفلة لدرجة أنها شعرت بضوء يخترق أعماقها وبإحساس غريب لا تستطيع وصفه يعرفه من تعامل مع الأيتام،واستوضحت رشا عن مناهج دور رعاية الأيتام في المملكة والبلدان العربية والإسلامية. ففي تصور والديها أن عددهم بالملايين، ففي العراق وحده يقدرون من فقدوا حياتهم بما يزيد عن المليون، وبافتراض أن ثلثهم من المتزوجين ولكل واحد منهم مابين الثلاثة إلى الأربعة أطفال فإن عدد اليتامى من العراقيين قد تجاوز المليون، وقس على ذلك أطفال من لاقوا حتفهم في فلسطين ولبنان وأفغانستان والسودان والصومال ودول أخرى من دول العالمين العربي والإسلامي. تنقل رشا عن لسان والدها قوله بأن على البلدان العربية والإسلامية المرتاحة ماديا، إلى جانب الدول التي تسببت في هذه الحروب التي لا يزال معظمها مشتعلا ، أن تضع وتمول برامج رعاية وتأهيل لهؤلاء الأيتام من شأنه أن يمكنهم في المستقبل القريب من دخول الحياة العملية بثقة وإيمان وبيدهم ما يوفر لهم حياة كريمة تعوضهم عن فقد الأب والأم، وهذا يتطلب تنشئتهم على القيم والأخلاق التي ساد بها العرب العالم من تخوم الصين شرقا إلى المغرب وأسبانيا غربا، وتهيئة اليتامى ليحصلوا على مؤهل علمي وتقني يوفر لهم فرص العمل ويمكنهم من المساهمة في إعادة بناء بلدانهم واستثمار خيراتها بسواعدهم وعقولهم. وأنهت الحوار معي وهي على أمل بطرح رؤية والدها حول اليتامى في أول مؤتمر صحفي قادم تتمكن من حضوره، إلا إذا طرحته أنا على قراء البلاد وعلى الأصدقاء ممن يهمهم أمن واستقرار أمتهم ومستقبل أبناءهم وأحفادهم، وهاأنذا استجيب لرغبتها وأسطر هذا المقال.