** قبل أكثر أو أقل من شهر أتاني صوته من حيث يقيم في "دبي" مسلماً وسائلا عن الأحوال في رقة طبع ودماثة خلق التصق به وعاش به، على مدى معرفتي به وهي تمتد إلى أكثر من ثلاثين عاماً لم اسمع منه "ذماً" أو حتى عتاباً لاحد من قد يكونوا قد أساءوا له، لم يتعود على نقد أحد بل كان يبحث عن أعذار لمن قد أساء إليه ويعطيه من التبريرات ما يجعلك تصمت اكباراً له، هكذا كان الكابتن الانسان أحمد مطر، أذكر عندما عرفت أنه قدم استقالة من عمله كمدير عام للخطوط السعودية ان ذهبت والصديق العزيز الدكتور عبدالله مناع إليه محاولين "ثنيه" من تقديم الاستقالة. وبعد أن مكثنا في مكتبه في الدور السابع ساعة ونصف لم نستطع أن نصل معه إلى ما أردنا تحقيقه، فكان مقتنعاً بسلامة قراره لكنه لم يشتكِ من أي صعوبة واجهته في عمله أو عراقيل وقفت أمامه، بل ركز على عدم قدرته في مواصلة العمل بعد أربعة عشر عاماً قضاها كمدير عام لهذا الصرح الكبير ذاق فيها حلاوة النجاح وعاش مرارة الاخفاق في بعض نواحيها. لقد كان انسانا في قمة الانسانية، أديباً في منتهى الأدب، خفيض الصوت رقيق المشاعر لا يمكن أن يسمع عن موظف بسيط يمر بحالة مرض إلا وتراه أول من يهتم به أو أن يكون هناك مناسبة فرح لأحد موظفيه فتراه يذهب إليه مهما كان بعد مسكنه هذا فضلا عن ما يقدمه من عون - مالي- له إنه ذلك الانسان الانسان بكل معانيها: رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وأن يعوضنا الله خيراً.