** يوم الاثنين قبل الماضي 2 ربيع الثاني 7 مارس كتب الله لي زيارة المدينةالمنورة وحرصت أن أصل للمسجد النبوي الشريف قبل صلاة المغرب وذلك لأداء المغرب والعشاء ثم العودة عن طريق الطائرة إلى جدة ومكة المكرمة وبعد أداء صلاة المغرب زرت سيدي محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبيه وفضلت أن أجلس "أمام المواجهة" بالقرب من الجدار المواجه لها لقراءة القرآن حتى موعد أذان العشاء ولم أجد ما يمنع ذلك إذ كانت المنطقة لا توجد بها أعداد كبيرة من الناس وبعد أقل من ربع ساعة وقف على رأسي رجل يلبس "مشلح" وسمعته يخاطب الناس ويمنعهم من استقبال المواجهة وأمرهم باستقبال القبلة ولم التفت إليه فخاطبني طالباً أن لا اقرأ القرآن وأنا متجه للقبر فقلت له متسائلاً لماذا؟ قال لا يجوز ذلك وأردف كما أن الجلوس هنا ممنوع فأجبته أن المكان يتسع فقال لي إن لدينا تعليمات وفجأة قال إذا كنت غير مقتنع اذهب معي للإدارة.. فطلبت منه اسمه فأجاب بلهجة صارمة "هناك في الإدارة تعرف اسمي" فتركته حفاظاً على الوقت وهيبة وقيمة المكان وبعد عشر دقائق وجدت أنه جاء برجل آخر وكأنه مسؤول عنه ولكنه كان يتحدث بأسلوب مقبول ويرتدي مشلحاً بدا أنه ثمين واعدت له ما قلت لزميله فقال لي يا أخي أنتم قدوة "يقصد أبناء البلاد" وإذا شاهدك هؤلاء وأشار لعدد من الناس الموجودين وفوجئت بقوله "إن هؤلاء نعرف عقيدتهم" وقصد أن لهم مآرب في قراءة القرآن أمام المواجهة فقلت له كيف عرفت عقيدتهم؟ قال لي 15 عاماً هنا وكان يجلس بجواري شخص عرفت في ما بعد أنه أستاذ هندسة قادم من كندا ويعمل في إحدى جامعات المدينة ودخل معه في جدال وطلبت منه أن لا يتعب نفسه وأدرت وجهي إلى حيث رغب وأكملت قراءتي. غادرت بعد أداء العشاء إلى المطار ولكنني شعرت بكثير من الألم لأنني أعرف لماذا يمنعون هؤلاء الناس من استقبال المواجهة سواء للقراءة أو عندما يمنعون الناس من رفع اليدين ظناً منهم أن الناس تطلب الرسول ولا يطلبون الله بينما لا يمكن لمن يصل إلى هذا المكان أن لا يعرف أن الرسول لا يمكن الدعاء منه والدعاء لله وحده وهو الأمر الذي جعل من المسؤولين أمام المواجهة دفع الناس لعدم الوقوف أثناء السلام ظناً منهم أنهم يقصدون شيئاً آخر.. بما يرونه هم واسأل رئاسة شؤون الحرمين كيف توظف هؤلاء في هذا المكان ممن يجهلون الأحكام الشرعية ويتعاملون مع الوظيفة عن طريق تعليمات كما قال لي الأخ الأول "لدينا تعليمات" وكأنهم غير مقتنعين بالأمر؟ ثم كيف تجرأ وقال "إننا نعرف عقائدهم" ومن يعرف ما في صدور الناس ونواياهم؟ ثم هل هذا المكان يحتمل الخصومة والفوضى والجدال؟ ولماذا يحرص هؤلاء ومن سنوات على أن يختلف معهم كل من جاء للزيارة والسلام مما يدل على أن الخلل ليس من الناس لأن هناك اجماعاً وشكوى من أكثر الموجودين للتوجيه والتوعية كما يطلق عليهم؟! لقد ألمني أستاذ الهندسة وهو يقول: منذ أكثر من عام وأنا أتردد على هذا المكان وأستمع إلى مثل هذه التعليمات والتوجيهات وطلب مني أن أترك الأمر لله.. "وقد تركته له سبحانه" متمنياً أن لا يأتي إخواننا من منسوبي الحرم النبوي بتعليمات وتوجيهات يقولون إنها من الشرع والشرع منها براء وأن لا يعدوا كل من حضر إلى هذا المكان ينتظر توجيهاتهم وتعليماتهم "اتقوا الله".