لعل أجمل قيم الإسلام وأهم فرائضه يتعمد اليوم تشويهها، من قبل فئة لا تدرك من الاسلام الاّ القشور، فالفتوى اصبح يطلقمتعجلون قليلو العلم آراء مجردة لا تعتمد على دليل، ويزعمون انها فتوى، ويصدر أحدهم حكماً قاسياً على من لا يعجبه قوله أو فعله، بل ويوزع الاحكام بالردة والابتداع والفسق على من شاء دون خوف من الله، ولا خشية من العقاب، ويعتبر هذا فتوى. وفريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يختطفها الجاهلون، ويتخذون منها سلاحاً يحاربون به كل ما لا يرتضونه، وكل من يحمل رأياً يختلفون معه، ووسيلة قهر ليقنعوا الناس بما يحملون من أفكار لا تقنع أحداً من العقلاء. وهذا معرض الكتاب بالرياض، أصبح موعداً لغزاة يزعمون أنهم محتسبون، وهم لا يتورعون عن ايذاء الناس اثناء تجوالهم في المعرض، الذي يتكرر كل عام، وتتكرر معه غزواتهم المستمرة، حتى يصبح هذا المعرض أثراً بعد عين،حينما يقل أقبال الناشرين عليه ،لما يتعرضون فيه لما يجرح كراماتهم ، ويقل رواده عاماً بعد عام، لما يجدونه من البعض من العنت الشديد،والحصول على الكتاب أياً كان ما يطرحه مسموحاً به أو ممنوعاً لم يعد صعباً فوسائل الحصول عليه تعددت، ولم يعد احد ينتظر هذا المعرض ليحصل منه على كتاب منعت الرقابة دخوله الى البلاد، وسمح بدخوله فترة المعرض فقط، وسائر الانشطة الثقافية ستنحدر في وطن يتحكم فيها مشاغبون يدعون انهم محتسبون. فالرأي الآخر مع وجودهم وأفعالهم القبيحة اصبح في بلادنا كالعنقاء مستحيل الوجود، وها نحن نقرأ في جريدة عكاظ 29-3-1432ه عن راقٍ يتزوج مريضته دون وثائق رسمية، ويطلقها بعد اشهر عبر رسالة جوال، ويرضى بهذا الزوج والد وعم وابن عم في جهلٍ يحسدون عليه، ويقول الزوج: انه اخطأ فقط لعدم توثيق الزواج لدى مأذون شرعي، وانه لا يمارس الرقية كمهنة بلل لكونه يحفظ كتاب الله، وانه تم زواجه منها بعقد يدعي صحته، وان زواجه منها إنما هو احتساب لانها مريضة لها ملف في الصحة النفسية، وكأن من تعرضن للمرض النفسي غنيمة لمن جهلون حقيقة الاحتساب، وتصوروه مبيحاً لهم ان يشبعوا رغباتهم الجنسية عن طريقه في جهل عظيم لهذه الفريضة العظيمة وإن لم يؤخذ على ايدي هؤلاء بحزم سادت الفوضى، فهل يحاسبون هو ما نرجو والله ولي التوفيق. ص.ب: 35485 جدة: 21488 فاكس: 6407043