** كان "النادل" الذي يُخَدّم علينا في كل مرة أجلس فيها في ذلك "المقهى" الهادئ نشيطاً ورقيقاً فلا يدل تعامله على أي خبث ومع هذا قلت له ما لديك اليوم أراك "عابساً" فقال لي بهدوئه العجيب لماذا تعطون من يقدم خدمة لكم بقشيشاً مع انه يأخذ على عمله ذاك راتباً بل وهناك 15% مضافة على قيمة الفاتورة مقابل الخدمة. قلت هو نوع من "المجاملة" وقبل أن أسرد عليه أي حكايات عن هذه "العادة" السيئة كما يراها هو: فاجأني قائلاً: إن اليابانيين يرفضون هذه العادة ويعتبرونها اهانة لهم فهم يكتفون بالأجر وبالقيمة المضافة في الفاتورة. حقيقة ذهلت وأنا اسمع هذا الكلام منه ورحت أتفرَّس في وجهه ولم استطع أن أكتم اندهاشي فسألته وما أدراك عن اليابانيين قال لقد قرأت هذا في "المجلة" ذهب إلى داخل المقهى وأتى ب "المجلة" وأشار إلى ما قرأه.. قلت له هل أنت مداوم على القراءة هكذا؟ لم يجبني على سؤالي الذي اعتبره اهانة له، وأحسست أنه متابع لما ينشر وان الفترة التي لا يُخَدِّم على أحد من رواد "المقهى" يطالع فيها ما يقع عليه من المقروء. وأذهلني أكثر عندما عرفت منه أنه يدرس في أحد المعاهد عن طريق المراسلة. أردت من سياق هذا – الموقف – أن أقول إن القراءة هي الجسر بين الإنسان والعالم من حوله والتي تجعله يعرف ما يدور حوله من أحداث ومن مفاهيم مهما كان موقع هذا الإنسان في التركيب الاجتماعي. ** على فكرة: آنستكم الرحمة..