عندما التحقت بالجامعة في بريطانيا للدراسات العليا لم يكن لي علاقة بغير القسم الذي أدرس فيه، فأية مشكلة تعترض الطالب كانت تحلها سكرتيرة رئيس القسم بمكالمة هاتفية. لكن من باب الفضول كنت أحب أن أقرأ كل شيء عن جامعتي، بل وغيرها من الجامعات، رغم أن شبكة الإنترنت لم تكن قد ظهرت، فملاذنا الوحيد مكتبة الجامعة. تعرفت على الجامعة وإدارتها ومجالسها ونظامها المشابه لنظام إدارة الجامعات البريطانية الأخرى. لكنه قد يختلف عن أنظمة جامعات بلدان غيرها، سواء في أسماء المناصب أو المجالس. فرئيس الجامعة Chancellor هو منصب فخري يرأس أعلى مجلس للجامعة والمسمى Court كما يرأس حفل التخرج فيوزع الشهادات على الخريجين، وفي الغالب فهو لورد. ويأتي بعده نائبه Pro-Chancellor ويرأس المجلس الأوسط المسمى Council، ثم يأتي وكيله Vice-Chancellor وهو الرئيس الفعلي للجامعة، ويرأس المجلس الأدنى المسمى Senate. المجلس الأدنى يتكون من إدارة الجامعة وعمداء الكليات والإدارات الأخرى، ويهتم بإقرار الخطط الدراسية ومراقبة جودة التعليم ورعاية البحث العلمي. أما المجلس الأوسط فكثير من أعضائه من خارج الجامعة أو حتى من خارج البلد. إنهم يمثلون الشركات والجهات المستفيدة من الجامعة وخريجيها، أو ما يُسمى أصحاب المصلحة Stakeholders. فإذا كانت الجامعة تستقبل طلاباً كثر من دول بعينها فلا عجب أن يكون بين الأعضاء ممثلون من تلك الدول. أما أعضاء المجلس الأعلى فغالبهم من خارج الجامعة. وهذا المجلس يشبه مجالس إدارة الشركات الكبرى. فأعضاء مجلس إدارة أية شركة لا يعملون في الشركة، ومهمتهم توجيهها في الاتجاه الصحيح من خلال خبراتهم في مجال عملها، ويجتمعون مرة أو اثنتين في السنة يطلعون على ما قامت به الشركة في الفترة السابقة ويوجهونها للفترة اللاحقة. سقت هذه المقدمة المطولة لأوضح لمن يتساءلون عن الهيئة الاستشارية الدولية لجامعة الملك عبد العزيز والتي تبدأ أول اجتماع لها صبيحة هذا اليوم السبت. إنها هيئة ربع أعضائها من المملكة والباقون من الخارج. وهؤلاء الأعضاء يمثلون شريحة من مديري جامعات عالمية مرموقة في أوروبا وأمريكا واليابان وغيرها من دول الشرق الأقصى، أو يمثلون جهات العمل المحلية والعالمية. فمن مدير جامعة ولاية أوهايو الذي رأس خمس جامعات أمريكية خلال الثلاثين سنة الماضية، إلى عميد مدرسة هارفارد للصحة العامة، إلى مخترع تقنية الهندسة الجينية، إلى عالم أبحاث السرطان ومدير جامعة ناجويا اليابانية، إلى كارلوس غصن الفرنسي، العربي الأصل، الذي استقدمته اليابان لينقذ شركة سيارات نيسان ويرفعها إلى مصاف الشركات الرابحة، إلى مدير مجلس إدارة شركة هيتاشي اليابانية الذي ساهم في أبحاث الإلكترونيات عالية السرعة المستخدمة في شبكات الاتصال البصرية، إلى رجل الأعمال السعودي... وهؤلاء أمثلة من الأعضاء الذين ترغب جامعة المؤسس الاستفادة من خبراتهم في التخطيط لتعليم متميز وبحث علمي متفوق. كلية الهندسة، جامعة الملك عبد العزيز [email protected]