كثر الحديث في الايام الماضية عن القبلية والقبلية ولا أخال أنه سينتهي في الايام القادمة طالما أن هناك من يحمل الضغينة من القبيلي وغير القبيلي. الحديث الدائر في بعض الصحف واللقاءات في القنوات الفضائية حديث بين قادح ومادح وجاهل بالانتماء ومتساهل بالحقائق. هناك من تناول الطرح بموضوعية وعقلانية وهناك من كان طرحهم متعديا مشحونا ألصقوا بالقبيلة كل أنواع العنصرية والعصبية ووصفوها بتهميش الآخرين والتعالي والمحسوبية وللأسف الشديد أن أنصار هذا الطرح دعاة فكر وقلم ومفاخرة بمؤهلات علمية متناسين واقع مجتمعنا وتركيباته. الخوض في هذا الحديث عواقبه مؤلمة ذات مرارة نتجرعها نحن السعوديين آخر المطاف لكن ما شاهدته في قناة فضائية وفي برنامج المفروض ان يكون حواريا على مستوى علمي ظهر عكس ذلك لضحالة الطرح بين المذيع والضيف الذي لم يكن يجيد أبجديات مكونات القبيلة والقبلية وصب جام غضبه على نجد والقصيم معتقدا انه لا يوجد قبائل إلا في منطقة نجد ولم يكن المذيع بأحسن حال منه في المعرفة. ليس كل من قال أنا من القبيلة الفلانية أصبح عنصريا متعصبا وحق مشروع لكل قبيلي أن ينتسب الى قبيلة وهذا عطاء من الله الذي قال (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا... الآية) وإذا كان هناك من لا ينتسب لقبيلة فما ذنب ابن القبيلة اذا انتمى لقبيلته وانتسب إليها، وهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه عندما سأله الأعرابي ممن الرجل فقال الصديق: من قريش فهل كان رضي الله عنه عنصريا متعصبا. العنصرية والتعصب هي التعالي والاقصاء والتهميش للغير وغمز ولمز الآخرين وليس انتماء لقبيلة او لعائلة. المملكة أدام الله ظلها من شرقها الى غربها شمالها وجنوبها حاضنة لقبائل لا يحصى عددها وكل فرد من تلك القبائل ينتمي لقبيلته والقبائل مجتمعة انتماؤها للوطن ولا مجال للمزايدة على هذه السلسلة لكن يأتي من يدندن ليلا ونهارا على نغمة القبلية والقبيلة ملصقا فيها العنصرية والتعصب والهمجية فإن ما وراء الأكمة ما وراءها أو كما قال النابغة: فإني لا ألومك في دخول ولكن ما وراءك يا عصام نحن مجتمع قبيلي شاء من شاء وأبى من أبى انتماؤنا للوطن والقبيلي وغير القبيلي كلنا سعوديون وللمجاور حق الجوار فلا يتعالى ويتبع الحق ودولتنا ولله الحمد لا تفرق في معاملتها ومن ادعى في ذلك الحوار ان الوظائف القيادية حصرا على ابناء القبائل فلا ينسى سفراء هذه البلاد في الخارج وليتذكر وزراء الحج والعمل والاعلام وو.. غيرهم، وكذلك أمناء مدن المنطقة الغربية والجنوبية وأبناء البعثات الدراسية في الدول المتقدمة واياك اعني فاسمعي يا جارة. الحديث عن الانتماء يجب ان يكون محفزا على تأصيل المواطنة بعيدا عن التجريح واظهار الضغائن وليعلم كل من خاض بدلوه في التعصب والعنصرية ان القبيلة انتماء وليس تعصبا ومن وجد في ننفسه شيئا على القبائل فليعلم ان القبائل هي أساس الوطن والشواذ من الافعال لا تعم لأن من هاجم التعصب والعنصرية سقط في وحل عنصريته وتعصبه كمن استجار من الرمضاء بالنار. وأخيرا كلنا ابناء وطن من كان قبيليا او غير قبيلي ممن استوطنوا هذه الارض المباركة فلنلقي ثياب التنابز ونتدثر برداء الاخوة ونسعى للاصلاح لأننا في مركب واحد والله من وراء القصد. [email protected]