رصد فريق من حقوق الانسان في مكةالمكرمة مظاهر خادشة للمظهر الحضاري تصدر من مرضى نفسيين مشردين في المنطقة المركزية والاحياء والشوارع المؤدية الى المسجد الحرام دون رقابة من الجهات المعنية ومتابعة احوال هذه الفئة التي تعاني من اختلال نفسي وتزداد معاناتهم من رفض المستشفيات ودور الإيواء ودور المسنين استقبالهم بالاضافة لعزوف الأسر عن رعايتهم الأمر الذي يضطرهم الى اللجوء الى المنطقة المركزية التي تشهد كثافة من الزوار والمعتمرين الذين يشفقون عليهم بتقديم المأكل والمشرب . إننا نقدر لفريق حقوق الانسان وعمدة حي الهجلة محمود بيطار هذه اللفتة الكريمة لهؤلاء المرضى النفسيين الذين يجوبون الشوارع بثياب رثة وأجساد متسخة يتصرفون بلا وعي ولا شعور أشكالهم تدعو إلى الشفقة مما ألمّ بهم من حالات الشرود الذهني نسأل الله لهم الشفاء العاجل وأن يكلأهم برعايته . ولكن السؤال الذي يبحث عن إجابة . أين دور وزارة الصحة والشؤون الاجتماعية ودور الإيواء تجاه هذه الفئة التي بحاجة ماسة للرعاية الصحية واحتوائهم وتقديم العون والمساعدة , ونحن نستغرب تخلي هذه الجهات عن مسؤولياتها تجاه المرضى النفسيين. وهناك حالة مشابهة تتمثل في المصابين بمرض انفصام الشخصية حيث يعتري هؤلاء المرضي نزعات عدوانية ضد انفسهم والآخرين وقد حكى لي أحد الإخوة الفضلاء ممن أثق بقوله أنه يعاني من تصرفات احد الجيران المصاب بانفصام الشخصية حيث يقوم هذا الجار عندما تصيبه حالة الهذيان بتكسير زجاج سيارة جاره وقد تكرر منه ذلك عدة مرات ورفع أمره الى الشرطة وقد تم استدعاء الشخص وولي أمره وقد تعهد ولي الأمر بمتابعة هذا الشاب المريض وعدم تركه يهيم في الشارع ويعتدي على سيارات الجيران ورغم هذا التعهد الذي تم في مركز الشرطة لم يكف هذا المريض عن تكسير زجاج سيارة الجار الأمر الذي اضطر مركز الشرطة الى تحويل هذا المريض الى مستشفى الصحة النفسية بالطائف وقد ساد الهدوء في الحي وارتاح الجار لهذا الاجراء وسلمت سياراته من تكسير الزجاج , ولكن فرحته لم تكتمل حيث انه بعد مضي شهر قام مستشفى الصحة النفسية بالطائف بإخراج المريض من المستشفى وعاد لممارساته واعتدائه على سيارات هذا الجار المغلوب على أمره , ولا ندري لماذا تم إخراج المريض من المستشفى وهو لم يكمل علاجه . إن خروجه بهذا الشكل فيه خطورة على الآخرين خاصة عندما تكون اسرته فقيرة وليس لديها القدرة على احتواء مريضهم المصاب بالانفصام. اننا نرجو من الجهات المعنية القيام بواجبها تجاه هذه الفئة من المرضى حفاظا على كرامتهم وحماية الاخرين من تصرفاتهم التي تحدث منهم بدون إدراك ولا وعي . نسأل الله لنا ولهم السلامة والعافية. مكةالمكرمة ص ب 2511 [email protected]