الحوادث الطارئة عادة ما تضع الجهات المعنية في اختبار حقيقي لقدراتها ومدى استعدادها من جانب ومسؤولياتها من جانب آخر ، ولكن ماحدث في أحد شوارع العاصمة المقدسة واستجابة أجهزة الطوارئ في وقت قياسي ،لم يكن اختبارا لها وإنما تأكيدا لتفوقها في مسؤولياتها . فقبل أيام وتحديدا في منتصف ليل الأحد الماضي شب حريق كبير في إحدى كبائن الكهرباء الواقعة خلف معرض العيدروس للملابس بحي النزهة ، ولهول النار المتصاعدة من الكبينة وتهديدها للعمائر السكنية والمحلات المجاورة ، فقد ساد الهلع ، وعلى الفور قام الأهالي بالاتصال على أرقام طوارئ الدفاع المدني وشركة الكهرباء والنجدة ، وبالفعل هبت جميعها الى موقع الحادث تباشر مهامها للسيطرة على الحريق بكفاءة عالية. فالحمد لله على هذه النعمة من الكفاءة والاستعدادات والإمكانيات التي أثبتت القدرة والمسؤولية لهذه الجهات والتنسيق فيما بينها لسرعة السيطرة على الحادث ومنع الخسائر، والشهادة لله الواحد الأحد أنه خلال دقائق وصلت للمكان أكثر من فرقة من قوة الدفاع المدني وباشرت على الفور واجباتها، بعد أن بادرت شركة الكهرباء بفصل التيار عن موقع الكبينة وحضرت فرقة الطوارئ التابعة لها بكامل معداتها ، في الوقت الذي قام فيه رجال الشرطة والمرور بإخلاء الموقع وتحويل السير حتى تتمكن فرق الإنقاذ من أداء مهامها ، وتأمين سلامة البشر والمنازل والمحلات المجاورة. لقد كانت خطورة الحريق كبيرة نظرا لاشتعاله في كابينة كهرباء محاطة بالعمائر والمنازل ووجود محلات تجارية كثيرة تحوي بضائع معظمها سريعة الاشتعال خاصة الملابس والمفروشات التي يقبل عليها السكان وضيوف الرحمن ، وبفضل من الله وتوفيقه لهؤلاء الرجال المخلصين ، تمت السيطرة على الحريق واستمرت الجهود لإصلاح الكابينة ، ولم يشرق صباح الاثنين حتى عاد التيار للمساكن والمحلات المجاورة لموقع الحادث وإنهاء ما ترتب على هذا الحريق من ضرر في الكابينة مما كان له أطيب الأثر في نفوس سكان الحي وشعروا بالأمان وحمدنا الله تعالى على السلامة. ولذلك أسجل هنا وعلى لسان الجميع الشكر الجزيل والامتنان العميق لمسؤولي ومنسوبي الدفاع المدني والشرطة وشركة الكهرباء في العاصمة المقدسة والتي تدرك جميعها طبيعة المناطق السكنية في مكةالمكرمة وشوارعها، فكان التعامل مع هذا الحادث بمسؤولية عالية واستجابة سريعة واستنفار للجهد والإمكانات حتى انتهى الحادث ولله الحمد دون خسائر وإصلاح ما عطب وإعادة الكهرباء ، وهذا يؤكد ولله الحمد حالة الجهوزية العالية على مدار الساعة لهذه الأجهزة المقدرة والمشكورة، والتي اكدت بعد توفيق الله ، خبراتها وإمكاناتها العالية وروح التفاني والخطط المنظمة للتعامل مع هكذا حالات. فالحمد لله على لطفه ثم الشكر مجددا لقطاعات الطوارئ في العاصمة المقدسة وهذه الروح العالية من المسؤولية ، متمنين لهم دوام التوفيق والثواب والسلامة في مهامهم العظيمة، "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" . حفظ الله الجميع من كل سوء وأدام علينا نعمة الأمن والطمأنينة والسلامة. مكة المكرمة