* كلمة "لا" من حيث الشكل أصعب من كلمة "نعم" من حيث المضمون .. وكلمة "نعم" من حيث الشكل أسهل من كلمة "لا" من حيث المضمون .. وكلاهما "لا،نعم" لهما مخاطرهما الكثيرة المباشرة، وغير المباشرة، المعروفة ، والمجهولة، والقريبة ، والبعيدة.. - كتب أحد الفلاسفة يوصي صديقاً له فقال ( لا تقل نعم قبل أن تكون قادراً على قول لا) .. والفيلسوف من حيث اراد خدمة صديقه أوقعه في حرج له بداية، وليس له نهاية فهذا الصديق مثله مثل غيره من البشر يعرف كيف يقول نعم ، وكيف يقول لا في الحالات العادية، أما الحالات التي يقصدها الفيلسوف فإنه بكل تأكيد لا يعرفها، ولايعرف كيف يتصرف حيالها فهذا الفيلسوف فإنه بكل تأكيد لا يعرفها، ولايعرف كيف يتصرف حيالها فهذا الفيلسوف العزيز يريد من صديقه أن يكون قوياً، وشجاعاً، ونبيلاً، وفيلسوفاً أيضاً فحذره من قول كلمة "نعم" قبل أن يكون قادراً على قول كلمة "لا" لأن "نعم" سهلة النطق، سهلة التفسير، سلهة السماع، وسهلة الانتشار ، بينما "لا" صعبة النطق، صعبة التفسير، صعبة السماع، وصعبة الانتشار ، ولذلك أراد الفيلسوف أن يكون صديقه في حالة من التماسك ، والشجاعة ، والنبل ، والإنسانية الكريمة بحيث يوازن بين هذين التعبيرين المتباعدين، والمختلفين، والمتضادين، والمتخاصمين "نعم" و"لا" فأنت إذا كنت متماسكاً ، وشجاعاً ، ونبيلاً ، وتحترم إنسانيتك عرفت كيف توازن ، وتعدل بين الكلمتين ، كلمة نعم ، وكلمة لا، والتوازن، والعدل بين هاتين الكلمتين مطلوب، ومرغوب، ومحبوب ولكن الكثير يفضل أن يقول نعم جهراً، ويقول لا سراً، يقول نعم جهراً فيسمعها من كان حريصاً على سماعها، ومن كان مرتاحاً من سماعها، ومن كان مغشوشاً في سماعها، ومن كان مخدوعاً بسماعها، ويقول لا سراً لأنه يخاف من سوء حاله، وأحواله، ويخشى من غضب من لاتعجبه، ولا تريحه، وتزعجه، وتقلقه، وتربك فكره ، وتفكيره، وحسابه، وترتيبه !! والمسافة بعيدة بين كلمة "نعم" وكلمة "لا" .. وهذه المسافة البعيدة هي التي تجعل البعض يفضل "نعم" على "لا" .. أما الذين يفضلون "لا" على "نعم" فهؤلاء ليسوا من البشر الأسوياء، الأصحاء ، والنبلاء لأن قول "لا" باستمرار أكثر سوءاً من قول "نعم" باستمرار فإذا كانت كلمة "نعم" لا تبني فإن كلمة "لا" تدمر، ونصيحة الفيلسوف، أو وصيته لصديقه بألا يقول "نعم" قبل أن يكون قادراً على قول "لا" الهدف منها هو تقريب هذه المسافة، واختصارها وإزالة العقبات من طريقها!