صحيفتنا الغراء (البلاد) دائما ما تفاجئنا بإطلالات جميلة ذات مذاق خاص عن مناسبات وأمسيات ولقاءات تحمل عبقا من الزمن الجميل عن شخصيات هي رموز مضيئة بفكرها وانجازاتها، ومن إشراقات (البلاد ) ما نشرته قبل أيام عن لقاء المحبة في ضيافة الدكتور حسن حمزة حجرة بأريحيته المعروفة ومحبته ومكانته وحضوره في مجالات مختلفة في خدمة وطنه ومجتمعه. ولقاء المحبة هو بالفعل اسم على مسمى ، وجاء احتفاء بأبي هاني معالي الدكتور محمد سعيد فارسي أمين مدينة جدة الأسبق، فكان حقا رسالة محبة وتقدير لمعاليه من رموز لها مكانة رفيعة في مقدمتهم الدكتور ناصر السلوم وزير المواصلات السابق ، متع الله الجميع بالعافية ، وقد أعاد لنا هذا اللقاء روح الوفاء التي تجدد في عروقنا المعنى الأجمل للحياة وتنثر عطر الذكريات بسيرة عبقة لرجال تركوا للأجيال شواهد حية للعزيمة والإنجاز. لقد سعدت بهذا القبس من أجواء لقاء المحبة من والخواطر والذكريات وحتى القفشات ، وقد عايشت العديد من وقائع ذلك الزمن الجميل وأيامه التي خلت ، وهي باقية في الوجدان. فنتذكر المرحلة الهامة في تحديث جدة خلال فترة المهندس محمد سعيد فارسي حتى أصبحت العروس لوحة كبيرة ، كما نذكر بكل الحب صاحب السجل الثري من الإنجاز وصاحب المناقب والشخصية المحببة معالي الدكتور ناصر السلوم الذي نكن له كل تقدير. وبمناسبة القفشات أذكر من الماضي مقلبين تورطت فيهما ودفعت ثمنهما ، فخلال عملي الصحفي قبل عقود كنت أعلم صداقة المهندس محمد سعيد فارسي لمحمد سطوحي وكان (رحمه الله ) قمّاشا معروفا في المدينةالمنورة أمام باب الملك سعود بالمسجد النبوي الشريف. وذات يوم قابلت الأستاذ علي سعيد الغامدي وكان آنذاك في تخطيط المدن بجدة ومديرا لمكتب المهندس محمد سعيد فارسي فأخبرني بأن الشيخ السطوحي قد تزوج ، نشرت في (البلاد) خبرا عن ذلك ، وللأسف لم يكن الخبر صحيحا وإنما مقلبا وتسبب ذلك في متاعب كبيرة. ولما عرف الشيخ السطوحي أني الذي نشرت الخبر وأني أعمل أساسا في المديرية العامة لشؤون المياه بالغربية ، جاء مسرعا واشتكاني عند مديرها العام الأستاذ أسعد جمجوم رحمه الله ، والحمد لله خلصني من المشكلة وسوينا الموضوع. أما المقلب الثاني المشابه وقبل عقود أيضا، فجاء هذه المرّة من معلمنا الأستاذ أسعد جمجوم رحمه الله ، وكان معروفا بالدعابات والمقالب التي تثير الضحكات وأحيانا تكون من العيار الثقيل ، فقد طلبني خلال الدوام في مديرية المياه وعندما دخلت مكتبه سألني : هل تريد أن تتعين في رابغ لتكون بجوار والدتك ؟ فقلت له بشرني ياوجه الخير ، فقال : أمامك فرصة من ذهب وهي زواج الشيخ محمد بادكوك وكيل وزارة الزراعة لشؤون المياه ( رحمه الله ) ولو نشرت خبر الزواج سأعّينك على الوظيفة التي وعدتك بها ، وفورا توجهت لمقر صحيفة البلاد ودخلت على الأستاذ عبد الغني قستي (رحمه الله ) ورجوته بأن ينشر خبر الزواج عاجلا وفي الصفحة الأخيرة لأنه سيفتح لي باب الخير و السعد ، فما أن صدر العدد إلا والدنيا ضدي وتصعدت المشكلة ، لأنه كان مقلبا جديدا لم أتوقع أن يكون على هذا المستوى ، وتم علاج المشكلة وحسم 3 أشهر من راتبي ، فدفعها أسعد جمجوم باعتباره صاحب المقلب والمتسبب فيه . كانت هذه بعض الدعابات من العيار الثقيل تذكرتها وأنا أطالع لقاء المحبة على صفحات البلاد عن مجتمع جميل في زمن جميل.حفظ الله الجميع . حكمة: الحكمة شجرة تنبت في القلب وتثمر في اللسان 6930973 02