يستبشر الأهالي كثيرا في منطقة الباحة حين تسكب السماء فيض سخائها ماءً سخياً غدقاً,إذ أن ماء المطر أحد أهم الأسباب التي أدت إلى استقرار السكان منذ آلاف السنين,حيث تمتلئ الآبار, ومنابت الشجر, والمصاطب الزراعية,وتحيل الأراضي إلى نماء وعطاء وخير,إلى لوحة خضراء زاهية تسر الناظرين,والذي دفعني للكتابة عن المطر, ما ينجم عنه من خيرات للإنسان والحيوان, والنبات,الأمطار التي هطلت عصر يوم أمس الأول "الأحد" حولت الشعاب وسفوح الجبال إلى شلالات فضية اللون,وغدت الأجواء كلوحة فاتنة مزيج من الضباب والمطر.ومصدر استبشار الأهالي بالمطر لأن الكثيرين يعتمدون في حياتهم على مياه الآبار كأهم مصدر مائي بل هو المصدر المائي الوحيد لعدم وجود مصادر أخرى سوى نسبة قليلة من المياه المحلاة المجلوبة من محطة الشعيبة. وبما أن ماء المطر حتى الآن هو المصدر الوحيد الذي يُغذي سكان منطقة الباحة, فمن الضرورة بمكان أن تجري وزارة المياه دراسة دقيقة عن الأماكن التي يمكن إقامة سدود, لحفظ كميات مياه الأمطار,لأن بعض السدود المنشأة في فترة سابقة لم تؤد الجدوى منها بالشكل المفترض, بل أن بعضها لم يستفد منه, كالسد الذي يحاذي مدينة الباحة من الناحية الشمالية على "صفا عجلان" وأظن لو أن مهندسا استشار في وقت سابق عن صلاحية الموقع لأشار إليه احد كبار السن بأن المكان لا يصلح لأن الاسم دال عليه, و"عجلان" كمسمى جغرافي تُعني سرعة جريان المياه, مع عدم الاحتفاظ به, وهذا الذي يحدث حاليا, بمعنى أن اختيار المكان المناسب هو العامل المهم خصوصا وأن الأمطار يتذبذب سقوطها من فصل لآخر, ومن عام لآخر أيضا.مما نحتاج بالفعل الاستفادة من كل قطرة مطر تسقط على سراة أو تهامة أو بادية الباحة,أعود لأقول بأن سقوط المطر في الباحة يحمل في مضامينه الخير الكثير ,سيما إذا وضعنا مقارنة سريعة بالأمطار التي تهطل على مدينة جدة, وما تخلفه من آثار سلبية, ليس بسبب المطر بل بسوء التخطيط, وعدم وجود خدمة التصريف كم هو موجود في كثير من المدن العالمية التي تتعرض يوميا للمطر.معزوفة المطر في الباحة استمرت ساعات إلا أن المياه ستذهب هدرا دون الاستفادة منها بالشكل الذي يُحقق طموح الأهالي. ليت وزارة المياه تُسارع في توفير مخزون مائي, لا أن تكتفي فقط بالإعلان عن كميات الأمطار وفق مقاييس المطر, إذ أن هناك فرقا بين العملين, الأول يزيد من اطمئنان الأهالي واستقرارهم,أما الآخر فهو عمل حسابي لا فائدة منه, ما لم تضع وزارة المياه خططا ليس للوقت القريب بل للأجيال القادمة والتي حتما ستتزايد حسب معدلات النمو الطبيعي للسكان. قناة الشدوى هناك خيط رفيع بين الأفكار الإبداعية والشطط الجنوني, وما طرحه الأستاذ ناصر الشدوي من فكرة تدخل في هذا الإطار, إذ أن الكثير من مما قرأوا طرحه اعتبروا ذلك ضربا من المستحيل, والفكرة باختصار بحسب ما نشره في مقالة العلمي, بأننا تعودنا الذهاب إلى البحر فلما لا نجلب البحر إلينا؟ وحدد في مقالته إمكانية مد مياه البحر الأحمر من خلال وادي الأحسبة العظيم ليصل إلى محافظة المخواة, واضاعاً الكاتب الآثار الايجابية التي تنجم في حالة مد البحر بالقضاء أولا على البعوض الذي ينتشر في الوادي, فضلا عن جماليات المكان مما يزيد من إمكانية الاستثمار السياحي, وأظن أن الفكرة الإبداعية منطقية إلى حد كبير بسبب انخفاض مستوى سطح الوادي.أتمنى من أخي المبدع ناصر الشدوى عرض فكرته على الجهات المعنية, لتتحول إلى واقع. بعدها نطلق على الممر المائي قناة ناصر.