يقول البعض إن التصريحات التي أطلقها معالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين عند زيارته الأخيرة لمنطقة الباحة لم تحل مشكلة أزمة المياه الخانقة التي تشهدها الباحة بين الحين والآخر لأن فحوى التصريحات حددت المصادر المائية التي تمد الأهالي والمتمثلة في المياه السطحية المختزنة من جراء الأمطار المتذبذبة بين عام وآخر.. قال معالي الوزير إن الباحة موعودة ب 40 ألف متر مكعب إلا أن شيئا من ذلك لم يتحقق بدلالة الأزمة التي يشهدها الأهالي عيانا بيانا، إذ أن قائمة الانتظار تتزايد يوماً بعد يوم.. وسيلعب المنتفعون لعبتهم المادية في السوق السوداء. ولما كانت منطقة الباحة مقبلة على مرحلة سريعة من التنامي السكاني والتطور العمراني فإن الإنتاج المائي يأخذ المسار العكسي مما يزيد من تفاقم المشكلة واستمرارها، التي بدورها فرخت مشكلات أخرى كاتجاه بعض الموظفين إلى منظومة الانتظار.. هذا على حساب قيمة العمل.. أو الاستنزاف المادي من الدخل الشهري.. إذ يعيد الأغلبية التنظيم للصرف الشهري بتخصيص الجزء الأكبر لشراء وتوفير الماء.. فمن المستحيل أن تبقى أي أسرة في أي المنزل دون ماء ليوم واحد فقط، والبعض اضطر إلى حفر آبار ارتوازية وفي أعماق بعيدة مما يتوقع - وعلى المدى البعيد - انخفاض منسوب المياه في طبقات الأرض.. لتصبح قاعاً صفصفاً. إلى جانب ما يكتنف الأسر من قلق وإرباك بضرورة انتداب أحدهم ليقوم بمهمة جلب الماء.. وهي مهمة شاقة في ظل الأزمة مع الازدحام الشديد وانقطاع الماء بين الحين والاخر. كل تلك المشكلات تؤكد أن وزارة المياه لم تقدم حلا جذريا حتى الآن.. وما تلك التصريحات إلا بمثابة حبوب مسكنة.. لم تجلب نفعاً ولم تدفع ضراً نهمس في أذن معالي الوزير ما فائدة مشروعات شبكات مياه الشرب والتي وصلت إلى المنازل وليس بها قطرة ماء. فالباحة تبعد عن البحر الأحمر عدة كيلو مترات فقط والبحر يعتبر نعمة كبرى أوجدها الخالق عز وجل، أتمنى من الوزارة إضافة طلب واحد في خطتها التاسعة بتنفيذ محطة تحلية لتغذية كامل المحافظات والقرى بدءا من المضيلف مرورا بمنطقة الباحة وصولا إلى محافظة بيشة.. لا أدري لماذا لم تبت "وزارة المياه" في وضع حلول وجذرية بإقامة محطات لتحلية المياه على الشريط الساحلي فكل المشروعات السابقة التي نفذتها في الباحة لم تسهم في حل المشكلة كمشروعات السدود والآبار التي ضربهما الجفاف. اللهم أنزل الغيث على البلاد والعباد.. اللهم اجعله سحا غدقاً. فاصلة: يزداد احترام الأهالي وتقديرهم لمسؤولي الإدارات الخدمية حين يكون المنجز واضحا أمامهم، وقد حققت أمانة الباحة الكثير من المنجزات خلال العامين الماضيين مما يستحق أمينها المهندس محمد مجلي الشكر والتقدير والثناء.