إن الاتجاهات الحالية التي تدَّعي تصحيح أوضاع المرأة والمطالبة بحقوقها في مجتمعنا والتركيز على ترسيخ النظرة السلبية للمرأة التي لا تعمل خارج بيتها، وتعزز وصف النساء ربات البيوت اللاتي يرعين أزواجهن وتربية أولادهن بالنصف المعطل في المجتمع، والهدف من وراء ذلك لا يغيب عن ذي لُبْ، فإنه لا يخفى على أحد أن المرأة التي خرجت بطوعها أو بالرغم منها في بعض المجتمعات العربية والإسلامية للعمل المختلط، ولم تعد نصفاً معطلاً كما يدعون تعاني من ذلك أشد المعاناة حتى أن الدول الأوربية تطالب منذ بضع سنوات بعودة المرأة إلى المنزل لخدمة زوجها وأسرتها، بعد أن أصبحت المرأة عندهم مهانة ومستباحة ومطمع للآخرين، ومعرضة للتحرش أو الاغتصاب. تقول الزميلة حصة بنت عبد الرحمن العون في مقالة لها بعنوان : « خشوني لا تنسوني » في صحيفة المدينة يوم الأحد السادس من شهر المحرم المنصرم؛ أنه منذ مدة لا تتعدى ست سنوات ظهرت المرأة السعودية في مدينة جدة بالذات عبر وسائل الإعلام وبخاصة المقروءة بصور في كل المناسبات وكأنها تردد المثل الحجازي القديم : «خشوني لا تنسوني ولعوا الشمعة وشوفوني» ولمواكبة معنى هذا المثل للمستجدات فإنه يصبح «ولعوا الكاميرات وشوفوني» وتضيف الزميلة حصة : وكأن إثبات وجود المرأة لا يكون إلا بظهور صورتها المزركشة؛ حتى أصبح مثار «سخرية» للظهور المكثف لهذه الصور. وتتساءل الزميلة حصة عن مدى جدوى حضور المرأة هذه المحافل، وعن الدور الوطني والتربوي والاقتصادي والاجتماعي نتيجة لهذا الحضور ولهذه الصور الملونة ؟! حيث تظهر صور بعض المسؤولين وغير المسؤولين والابتسامة تطغى على وجوههم !! وتنهي الزميلة حصة مقالتها بسؤال كما ذكرت : المتهافتات على التقاط الصور في كل مناسبة : «وبعدين ... صور واتصورتوا ... ظهور وظهرتوا ... حضور وحضرتوا ... وبعدين ؟! أين الإنتاج الفعلي في خدمة الوطن ومقدراته البشرية والمالية ؟! ماذا تنتظرن لقد تفرغتن للصور ولا غيرها مع تجهيز كل أنواع الحجاب الوهمي، فما نراه ليس حجاباً بل هو من تكملات الزينة .. «اشي أحمر واشي أخضر واشي فوشي» مع مكياج سينمائي ناهيك عن الاكسسوارات والمجوهرات الأصلي منها والتقليد وبعدين ؟!. لقد أصابت الزميلة حصة العون كبد الحقيقة عندما قالت رأيها في بعض بنات جنسها ، وهي المواطنة الحقه التي تعرف مصلحة بنات وطنها؛ لأن المطالبة بخروج المرأة والاختلاط المنظم والدائم بالرجال هو مفسدة وتدمير لمجتمعنا تسعى إليه بعض الأقلام، وهذا يذكرني برد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية عندما أشار سموه قبل بضع سنوات إلى أن الذين يحاولون أن يسيئوا إلى هذا البلد أو إلى أمر يخدم العقيدة ناتج عن أمرين لا ثالث لهما؛ إما جهل أو عماله للغير، وهذه المقولة لسموه لم تأت من فراغ؛ بل هي حقيقة واقعية كشفت عنها الزميلة حصة العون نفسها في مداخلة لها مع إحدى الفضائيات بعد تصريح سموه ذلك الحين أنها تعرضت شخصياً لمثل ذلك عندما تلقت طلباً من سفارة أجنبية لانتقاد بعض الثوابت !! مما يعني أن هناك مجندون من بعض السفارات الأجنبية لا يسرها أن ترى الأخلاق الفاضلة في هذه البلاد المقدسة فتقدم المال والهدايا وأشياء أخرى، وهذا هو ثمن ضمائرهم وانسلاخهم من وطنيتهم !! قبسة : « الجائع لا يمكن أن يكن مخلصاً لوطنه ! » مكةالمكرمة : ص ب : 233 ناسوخ : 5733335