حين تقلد إدارة دفة هذه الصحيفة الزميل الأستاذ هشام محمد كعكي قبل ما يزيد عن ستة أشهر تقريبا لم أقم بتهنئته بهذا المنصب الذي تربع على عرشه وان كنت اعمل تحت إدارته ولكنني قدمت له الدعوات الصادقة له بأن يأخذ الله بيده الى ما يصبو إليه وان يجعل التوفيق حليفه لملء الموقع الذي يشغله وسط عمالقة كبار من رموز الإعلام في بلادنا حيث منهم من يعد مقصرا في حق مطبوعة برغم حجمها ونجاحها فكيف هو الحال مع هذه المطبوعة التي كلف بإدارتها وهي في حالة احتضار ووضع مزر لا يسر أخاً أو جاراً!؟ حقيقة اعتبرتها مغامرة صعبة للغاية من هذا الزميل الذي احسبه أخاً لي وتربطني به صداقة من قبل أن نكون زملاء فالنجاح المطلوب لإعادة الروح لهذه الصحيفة العتيقة يحتاج الى "معجزة " بصرف النظر عن الماديات والإمكانيات الى جانب ما تحتاجه من سنوات لتعود الى عافيتها التي تجعلها في مصاف شقيقاتها الأخريات من الصحف. فكانت الورقة التي أدخلته هذه المغامرة نحو مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة أولى وهذه الخطوة هي أن ننجح أولا في الدائرة التي ننتمي إليها ومنها نستطيع الخروج الى خارجها .. عندها تيقنت بأنه سائر على الطريق الصحيح بإذن الله كيف لا وهو ابن وحفيد وسليل عائلة كريمة صاحبة فضل على تاريخ هذه الصحيفة .. ما ترونه بين أيديكم لم يكن ليتحقق لولا توفيق الله سبحانه وتعالى أولا ثم لتلك الجهود التي بذلت وسط الكثير من مثبطات العزائم والعقبات والحواجز وشح الموارد ونقص الإمكانيات وتحمل العاملين بها مهام أكثر من موظف في أي مطبوعة أخرى وعلى رأسهم ذلك "الفتى الطموح" الذي قبل هذا التكليف ليس حباً في الشهرة أو مطامع أخرى فهو لديه ما يغنيه عنها إنما قبل المنصب حباً لهذا الكيان والمكان الذي ينتمي إليه شأنه في ذلك شأن أبيه وجده رحمهما الله وكافة المخلصين من أهل مكة الذي تدين لهم "الندوة" بالمواقف المشرفة معها عبر أكثر من خمسين عاماً منذ ولدت وتأسست وتسيدت مروراً بالوعكة التي تعرضت لها حتى أوشكت أن تطوى آخر صفحاتها مع تصفيتها وبيع امتيازها لتولد مكانها صحيفة أخرى باسم وشكل آخر .. فأراد الله لها البقاء بجهود المخلصين والغيورين على مكة وكل ما يربطهم بها. الآن فقط استطيع أن أقدم التهنئة الصادقة على ما تحقق من تطور اعتبره نجاحاً لأخي وزميلي أبي فارس رئيس تحرير هذه الخطوة الأولى من النجاح مع تقديم الدعوات المخلصة له ولنا بالمواصلة نحو الأمام من اجل مكة وأهلها ..الذين نقلوا لنا مشاعرهم الفياضة بما لمسوه فكانت بمثابة البلسم الذي أنسانا تعب السهر والجهد الذي بذلناه ولن نتردد في بذل المزيد من اجلهم ..فما نستطيع أن نقوله لهم الآن إن القادم أحلى بإذن الله ..فقط عليكم الصبر والدعم .. ومنا الوفاء والجهد. وختاما أقول: اللهم لا تفقدني متعة العمل. * خشوني لا تنسوني ولعوا الشمعة وشوفوني