من فضل الله على إعلامنا وثقافتنا أن تم افتتاح قنوات تلفازيه متعددة كالإخبارية والثقافية والرياضية إضافة إلى قناتي القرآن الكريم وقناة الحديث النبوي. وهذا مؤشر لتلفازنا العربي السعودي الذي جاء برعاية من الملك المفدى وتنفيذ وزارة الثقافة والإعلام والذي يرأسها معالي الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه وهو الرجل الذي تعددت أطروحاته الإعلامية بحيث اتسعت المجالات الإعلامية والثقافية وبرامجها وموادها بصفة عامة. وبهذه الخطوات الفتية استطاع الإعلام أن يرتفع ويعلو بجهود الخوجه وفقه الله إلى مستويات محلية ودولية. إن الإعلام العربي السعودي جاء متقدماً بعد فترات تخللته الظروف العامة إداريا وإعلاميا وعمليا واستطاع الخوجه أن يتبنى كل جديد في التلفاز والمذياع والوسائل الإعلامية والثقافية عامة. وهذا توفيق من الله سبحانه وجهد يشكر عليه معالي الوزير. ومن يستطلع هذه الوسائل الإعلامية يرى بسهوله الأثر المتمكن بثاً وإعداداً وتقديماً من قبل المذيعين من الجنسين الذين استطاعوا أن يقودوا هذه الوسائل بحيوية ونشاط. وإذا كانت القناة الثقافية قد مر على بثها السنة من الزمان فإننا نتطلع لها مستقبلا أكثر فعالية ونشاطاً وتقدماً. وذلك بتفعيل الثقافة العربية السعودية من خلال عصورها الأدبية كالرواد الأوائل من الأدباء والشعراء والمثقفين .. هؤلاء الرواد كم يعوز جيل هذا العصر إلى معرفتهم تاريخيا وأدبيا وإنتاجيا فهم لا يعرفون من هم محمد سرور الصبان ومحمد سعيد العمودي وحمزة شحاته ومحمد حسن عواد ومحمد حسين زيدان وحسين عرب وطاهر زمخشري ورفقاء الدرب الذين حفروا دروب الأدب بجهود فردية. لذلك فالقناة الثقافية مسؤولة عن مثل هذه المواقف الريادية وآدابها وفنونها وعلومها وهو ما نسعى هنا إلى إيضاحه حتى يتعرف جمهور اليوم على الرواد. الذين رحلوا دون إشادات كافية ووافية ودراسات عنهم لشعرهم وإنتاجهم الأدبي والثقافي والفني. ثم الذين يريدون بعد أولئك الأوائل فالجيل الأدبي أمثال حسن عبد الله القرشي وعبد الله عبد الرحمن الجفري وعبد العزيز الربيع وعلي العمير ومحمد عبد الله مليباري وسواهم الذين يلون الرواد الأوائل فهؤلاء كلهم في حاجة ثقافية إلى التعريف بهم أدبياً وروائياً وفنياً فأعمالهم عديدة وإنتاجهم كثير للدراسة والإعلام بهم وبرمجة هذه الأعمال الأدبية والثقافية. إن أمام القناة الثقافية مجالات كثيرة لإخراجها إلى النور وهي دعوة اوجهها إلى من يعنيه الأمر خاصاً وعاماً رسمياً وأهلياً فهؤلاء جميعا قد أسدوا إلى وطننا كل خير وحق وجمال علمياً وعملياً وأدبياً ودينياً يستحقون على ذلك أبراز دورهم الريادي والأدبي والثقافي، أما الحاصل الآن فاستضافة أجيال الشباب المعاصرين حالياً وهي ظاهرة لكنها لا تكفي لإضاءة الكون الأدبي في المملكة دون المرور على جيل الرواد ومن يليهم الذين ضربنا بهم الأمثال بالأسماء والألقاب. وإذا ما بحثنا في المسألة هذه فسنجد أعمالاً واسماء وأعلاماً عديدين وهذا يعوز القناة كمجال أوسع لتقديم البرامج الأدبية والثقافية والشعرية والروائية مقرونة بأسماء أولئك العظماء عليهم رحمة الله. وهذه المسألة التي اطرحها ليست صعبة المنال إجابة وطرحاً بقدر إدراك الإعلاميين الحاليين في القناة الثقافية من الشباب الطامحين لإعلاء أدباء الوطن العربي السعودي منذ الرعيل الأول وحتى يوم الناس هذا. فالمراجع لهذا الموضوع كثيرة والإنتاج وافر كذلك وما على الشباب المثقفين في هذه القناة إلا البحث والبرمجة لأعمال الرواد ومن بعدهم. بعد ذلك سيجد القائمون على هذه القناة آفاقاً رحبة ومجالات واسعة لإخراج البرامج والسيناريوهات وما إلى ذلك يتصل بجيل الرواد والذين يلونهم. وأنا زعيم بذلك ومستعد للتعاون والعمل جنباً إلى جنب الأمر الذي سيثري القناة الثقافية بعديد من البرامج المعدة عن جيل الرواد والذين يلونهم. والله ولي التوفيق.