تقف صحارينا وحيدة مع السماء التي هي غطاؤها وذرات الرمال وترابه منازلها فاتحة أذرعها تنتظر تشييد المصانع على مساحاتها الشاسعة، أين المستثمرون الذين يمكنهم تعميرها لتفيد شبابنا الذين اكتسحهم الفراغ؟ أين الأفكار البناءة؟ أين الوقوف بجانب الشباب لبناء بلادهم والبعد عن الشوارع بعضهم يتسكع لا يجدون ما يملأ فراغهم المدمر أو يتجهون بالعبث بكل شيء أولها المبادئ والقيم وانجرافهم نحو الخطيئة ، غير تفحيط السيارات والتعرض لمخاطر قد تؤدي بحياتهم والآخرين من قبلهم. فالجامعات تخرج آلافاً من الطلاب سنوياً الذين هم على أتم استعداد للعمل مُطبقين ما درسوه على أرض الواقع ولكن أين هي أرض الواقع؟ وإن وجدت فهو واقع مؤلم هم يتخرجون ولا يجدون وظائف بانتظارهم. فأين خطط التوظيف وأين المستثمرون الذين لا يستثمرون خارج أراضينا؟ أين مصممو الأزياء النسائية عن بناء مصانع لملابس تليق بالمرأة المسلمة بدلاً من استيراد ما يفرضه الغرب علينا من "ملابس بالكاد تستر عورات النساء محبي تقليد الغربيات في زيهن الفاضح" غير مفرقات بين المفروض إخفاؤه ومن الطبيعي عرضه وما أكثرهن وللأسف غير مميزات بين المحارم من غير الزوج في ارتداء ملابس من تلك النوعية المؤلمة التي تغزو الأسواق وهن معتقدات أن كل الرجال المحيطين بهن لا يهمهم غير رؤيتهن وهن كاسيات عاريات. أين ذهبت شيم الرجال وغيرتهم على نسائهم ولماذا لا يعملون جاهدين وإن كان بالمساهمة الفعلية لبناء مصنع للملابس النسائية؟ ألم يطلع أحد من المسئولين على الأسواق ليروا ماذا ينتشر فيها من ملابس مستوردة؟ ألا يعلم هؤلاء التجار مدى احتياج الفاضلات من نسائنا لملابس محتشمة جميلة وأنيقة؟ وللأسف المبدعون في هذا المجال لدينا يلجأون لعرض منتجاتهم النسائية في أسواق خارج بلادهم وإن عرضوا بعضها هنا تجدها مرتفعة أثمانها. ليت كل صاحب شركة أو رجال الأعمال أن يتعاطفوا مع شعبهم الطيب ليساهموا في تطوير هذا البلد وإنشاء مصانع ولو صغيرة تدار بأيدٍ سعودية بجانب الوفادة التي من الواضح أنه سيستمر احتياجنا لبقائها حيناً من الدهر. نريد الإفراج عن عقول أبنائنا بمساعدتهم على تنمية مقدراتهم المكبوتة لتفريغها في صالح بلادنا وتطويرها، نحن لسنا بأقل من البلدان المجاورة التي تطورت حتى تنعم أهلها بخيراتها.وبالنسبة للأحذية وما أدراك ما يُعرض في أسواقنا من نوعيات رديئة لا تناسب غير القلة من المستهلكين بجانب بعض الماركات العالمية التي هي مرتفعة الأثمان جداً.. أين تذهب جلود خرافنا وجمالنا وأبقارنا بل أين يتم تصنيعها؟ " في بلاد آسيا يتم استخدام بعض جلود "الأسماك" في صنع أنواع من الأحذية ونحن نقف عاجزين عن تصنيع أحذية بالاستعانة بمن يملكون مهارات في هذا المجال. همسة : هذه قطرة من بحر والمجال لا يتسع لذكر المزيد من الصناعات القابلة للتطبيق في صحارينا.