** في صباح آخر بدأ الاستعداد للرحيل الى حيث اراد الله له المقام وكانت القصواء تتهادى بين الاحياء والكل يريد ان يكون له شرف الضيافة فيقول صلوات الله عليه وسلامه "دعوها انها مأمورة". يمر بقبائل الأحياء هؤلاء بنو ساعدة وهؤلاء بنو النجار وهؤلاء بنو سالم لكنه يمضي في سبيله الى حيث هي مأمورة لتنتهي حسب الأمر الإلهي.ليكون السعد لبيت أبي أيوب الأنصاري لتنيخ "القصواء" في المكان المقرر لها ليأخذ أبو أيوب بخطامها ومتاعه ويفوز به. في تلك الليلة لم ينم أبو أيوب وهو يعتلي المكان الذي يسكنه صلوات الله عليه, ليصحو صلوات الله عليه في الصباح ويبدأ في وضع اسس الحياة السليمة.. ببناء المسجد صارفاً العقول عن كل دعاوى الجاهلية والقبلية فالكل في حق الحياة سواء فهذا بلال العبد الحبشي يقول عنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه بلال سيدنا اعتقه سيدنا.. وهذا صهيب الرومي يأخذ مكانته في الاسلام وذلك سلمان الفارسي قال عنه المصطفى "سلمان منا أهل البيت".. كأن هذه القوميات الثلاث الحبشي.. والرومي.. والفارسي.. اراد الاسلام ان يقول لنا ألا شيء فوق الايمان الكل اخوة.. فكانت بداية وضع الاساس لحرب كل عنصرية وكل عنعناتها البغيضة.كلكم لآدم وآدم من تراب..ليكون يوم الهجرة يوم التحول الكبير في حياة الأمة من الخوف الى الأمان ومن الهمس الى الجهر بالحق. ها هو يحمل الحجارة فيقول له عمه حمزة رضي الله عنه دعني أحمله عنك فيبتسم صلوات الله عليه ويمضي لوضع الحجر في مكانه المرسوم، إنه سيد التواضع يعلمنا كيفية التعاون والعمل.هذا المسجد أصبح ملتقى هؤلاء الرجال يجدون في داخله السكينة والنور، إنه الإيمان الذي تغلغل في النفوس وبني من داخل هذا المسجد. وغداً نواصل