في مركاز اجتماعي يضم عددا من المنتسبين الذين يقال عنهم انهم (عتقية) ومعهم بعض من الشباب الذين يحبون مجالسة اهل التجارب والخبرات في الحياة للاستفادة من تجاربهم ومواقفهم في الحياة حتى يصبحوا (عتقية) مثلهم، وبينما هم يتبادلون الاحاديث في امور شتى دخل عليهم جليسهم عبدالرحمن ومعه شاب في يده صحيفة يومية وقال لهم في هذه الجريدة خبران مضحكان اريد أن اطلعكم عليهما، الخبر الاول عن مشاجرة حصلت بين اثنين من المصلين في صلاة يوم الجمعة وسبب المشاجرة التي تحولت الى ملاكمة بالايدي ورفز بالارجل ان احدهما جاء متأخراً واراد ان يصلي ركعتين تحية للمسجد فطلب من الاخر افساح المجال له بجواره فلن يستجب فبدأت المشاجرة التي سرعان ما تحولت الى ملاكمة وركلات وضحايا وجاني ومجني عليه وشرطة ومحاكم. اما الخبر الثاني فهو عن شاب حديث عهد بالوظيفة في العشرين من عمره نام ولم يستيقظ عندما حان الدوام الرسمي لعمله فأرادت زوجته الشابة ايقاظه ليذهب الى عمله ولكن الشاب انزعج وغضب غضباً شديداً من ايقاظها له فرمى عليها الطلاق ولانه بينونة كبرى.. فيالهما من خبرين طريفين فعلتا على وجه الشاب ابتسامة عريضة وكان اول مرة يرتاد فيها ذلك المجلس وهنا نظر اليه جميع من في المجلس نظرة ذات معنى وقالوا له هل تعتبر هذين الخبرين طريفين او مضحكين؟ بل هما خبران يدلان على مستوى ما وصلت اليه العقول والاخلاق اما الخبر الاول فإن الانسان يذهب الى صلاة الجمعة ليكسب بدنة او بقرة او شاة او دجاجة او بيضة او لا يكسب من ذلك شيئاً ولكنه يكسب اجر صلاة الجمعة التي نهى فيها الاسلام المصلي من مس الحصى والتكلم اثناء الخطبة حتى بكلمة صه! فكيف تصل الاخلاق وضيق الصدور وسوؤ المعاملة الى هذا الحد؟ واحد لا يفسح المجلس للآخر والثاني يتشاجر ثم يدخلون في مباراة ملاكمة وسط المصلين وامام عيونهم، فيثخن المتعافي منه الطرق الاخر كدمات وجراحا وهل هذا امر طريف او مضحك؟ ام انه مؤسف ومخجل ولا ينبغي ان يحصل مثله في بيت من بيوت الله .اما الخبر الثاني فإن ما فعله ذلك الشاب لا يدل على رجولة او مروءة فالذي يتزوج بنات الناس ليطلقهن لأتفه الاسباب وربما لان زوجته كانت تريد مصلحته كما في حالة هذا الشاب مع زوجته وهو ان يقوم من نومه ليلحق بعمله ومصدر رزقه وبدل شكرها على عملها وحرصها عليه يكون جزاؤها الطلاق. انه شيء منكر ان تصبح العلاقة بين بعض الازواج وزوجاتهم بهذه الطريقة التي لا تدل على المروءة واين المودة والرحمة؟ وان ذهبت الاولى فاين الثانية وقالوا لعبد الرحمن الم تسمع ما قاله الشاعر: الحر مثلك يستحي يصحب الديك وان صاحبه عاعا معاعاة الادياك اما انت ايها الشاب فلا تعتب على هذا المجلس بعد اليوم، خذ جريدتك واذهب بها الى من يتبادل معك الضحكات فهو يقبلها منك فأنت في حاجة له وهو في حاجة اليك، لان مجلسنا لا يقبل الا علوم الرجال.