مما لاشك فيه ان ازمة الاسكان هي ازمة قديمة جدا منذ عشرات السنين ولم تجد وزارة الاسكان حلا لها ومن المؤسف الا يملك المواطن سكناً في بلده وعلى تراب وطنه يحميه من شدة البرد ويقيه من لسعات الحر ويدفع عنه تسلط الملاك وتحكمهم في مصائر المستأجرين عاماً بعد آخر. ومما لاشك فيه ان حكومتنا الرشيدة تسعى دائما الى معالجة هذا الوضع المتأزم الذي جعل 70% من عامة الشعب لا يملكون مسكنا لهم ولابنائهم والغريب ان يحدث هذا الوضع بالرغم من كبر مساحة المملكة التي هي بحجم قارة كبيرة مع قلة في عدد السكان اضافة لتوفر القدرة المالية لبناء وحدة سكنية لكل مواطن وبناء المنح التي تعطى لكل مواطن ولكن ذلك يعود لسوء تخطيط في معالجة هذه الازمة التي يلزم حلها بجميع الطرق الممكنة والمتاحة في المجتمع خاصة ان اعطاء المنح في مناطق بعيدة وخارج عن النطاق العمراني وغير مكتملة الخدمات وغير صالحة للسكن. كما ان القرض الممنوح لا يعطى الا بعد عشرات السنين مما يكون سبباً في عدم قدرة بناء هذا المنح ويستفيد منها سماسرة العقار في البيع والشراء.ومن هنا نجد الدولة اصدرت العديد من القرارات هدفها مساندة المواطن في تملك عقار خاص به يأويه ويأوي اسرته ويحميهم من غدر الزمان كما ان هذه القرارات على المدى الطويل تعمل على تخفيض اسعاره وقيم الايجارات. من ضمن هذه القرارات صدور الامر السامي الكريم لتعميد الصندوق بالموافقة على التقدم له دون اشتراط تملك الارض التي كان يطالب بها على الا يقل عمر المتقدم عن 24 سنة وهي خطوة جيدة ورائعة للكثير من الشباب وذوي الدخل المحدود والمطلقات والارامل والفقراء حتى يكون لهم امل في امتلاك عقار مستقبلا. كما ان للهيئة العامة للاسكان التي انشئت لتعالج ازمة الاسكان دورا كبيرا في ذلك من خلال التنسيق مع الامانات والبلديات داخل مدن المملكة بالحصول على اراضي ومساحات كبيرة وذلك في مواقع مناسبة فقد اعلنت الهيئة ولله الحمد عن بدء مشاريعها الخاصة بعمل وحدات سكنية ميسرة للمواطنين ستعود بالنفع الكبير على المجتمع واتمنى ان تعمم على جميع مدن ومحافظات المملكة، وحيث ان هذه المشاريع تحتاج لمبالغ ضخمة كبيرة جدا تقدر بالمليارات ومن ثم فإن القطاع الخاص عليه مسؤولية كبيرة في تمويل مثل هذه المشاريع الضخمة كمساهمة منه في التنمية الاجتماعية للمجتمع. وهذا ما اكده المدير العام لصندوق التنمية العقاري المكلف المهندس حسن العطاس في تصريحه تحت عنوان التنسيق مع البنوك لمنح المستفيدين قروضا اضافية حيث اوضح (بانه تم البدء من قبل الصندوق لوضع آلية لتقديم قرض اضافية بالتنسيق مع البنوك والمؤسسات التمويلية والمستثمرين مؤكدا ان هذا الاجراء سيخفض الفترة الزمنية للانتظار وتوفير تمويل اضافي للمقترضين من صندوق التنمية العقاري.كما ارى ان الاسراع في اصدار نظام الرهن العقاري سيكون له دور كبير في معالجة ازمة الاسكان وبناء آلاف وحدات سكنية للمواطنين. المحطة الثانية: في كل عام في مثل الاوقات ومنذ ان انطلقت الرسالة المحمدية رسالة سيد البشر محمد عليه الصلاة والسلام البشرية عامة من هذه الارض المقدسة لدعوته لزيارة البيت العتيق وأداء الركن الخامس من اركان الاسلام (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ).ومن هنا نجد ان الحكومة السعودية بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي دائماً ما يفتخر بخدمة ضيوف الرحمن ويحث ويطالب من الجميع بحسن معاملتهم واكرامهم والسهر على راحتهم فهم ضيوف الرحمن وضيوفنا.وهو في ذلك ينفق المليارات من الريالات لمشاريع متعددة ومتطورة لتكون عوناً للحاج وللحج ليكون ميسرا وسهلا على هؤلاء الضيوف الذين جاءوا من كل مكان (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ). ومن هنا نجد ان الأجهزة الحكومية تنطلق بكل وزاراتها ومؤسساتها وهيئاتها في وضع الخطط المناسبة لخدمة حجاج بيت الله الحرام منذ ان يطأ الحاج أرض هذه البلاد الطيبة وحتى يغادرها غانماً سالماً ففي كل عا نجد خطط ومشاريع تطويرية للحج.وفي نظري وفي نظر الكثير لا توجد مدينة في العالم أنفق عليها كما ينفق على المدينتين المقدستين مكةالمكرمة والمدينة المنورة والتي شرفنا الله بخدمتها وجعلعها في أيد امينة. المحطة الأخيرة: في كل عام يموت الملايين في عالمنا الفسيح والقليل منهم جدا من يتذكره التاريخ والبعض منهم يكتب اسمه في التاريخ بمداد من ذهب ويشار لسيرته العطرة واعماله الجليلة الفاضلة والدكتور محمد عبده يماني غفر الله له احد عظماء التاريخ في بلادنا يعرفه القاصي والداني في بلادنا الغالية في هذا العهد السعودي الزاهر واحد الوزراء الذين لهم صولات وجولات في خدمة الوطن بلاد الحرمين الشريفين.وللأسف الشديد لم اتشرف بالتعرف على هذه الشخصية العظيمة الفذة عن قرب والتعامل معه وكان ذلك سيشرفني ويزيدني شرفا ولكني احمد الله انني كنت اشاهد هذه الشخصية عن قرب من خلال المناسبات الثقافية والأدبية والدينية في مكةالمكرمة وكان في كل مرة يزداد اعجابي به وبحديثه الروحاني وتواضعه الروحاني وكلامه الجميل المليء بالعلاقة والجمل اللفظية والتي تنم عن فكره الواسع وثقافته النيرة واسلوبه السلس الممتع في طرح الحديث الذي يتحدث عنه كلام يصدر من القلوب ليصل للقلوب. لقد كنت حين استمع اليه ألاحظ في الحضور انجذابا مبهرا لا يمكن وصف وانصاتا لا يمكان ان يتحقق لغيره فهو شخصية فريدة ومميزة قل ان تجد لها مثيلا في المجتمع في تصرفاته وسلوكها وفي حبها لسيد البشر محمد عليه الصلاة والسلام وكانت كتاباته واحاديثه تعبر عن هذا الحب الكبير فقد كان يذوب حبا في مكةالمكرمة مهبط الوحي ومنبع الرسالة المحمدية تربى بها وعشق من خلالها نبي هذه الأمة وظهر لنا ذلك في كتبه وكتاباته الصحفية دعوني اعترف بانني قرأت مقالات رثاء في هذه الشخصية الفريدة من نوعها في هذا الزمن لم اقرأها من قبل كتابات لم تهدأ ولم تنتهي وصفحات بكل المساحات والألوان تشيد باخلاقياته وفضائله وكرمه مساعدته للمحتاجين وحبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحتى يومنا هذا. ان العظماء يرحلون عن دنيانا وكل نفس ذائقة الموت وتبقى ذكراهم العطرة تتوارثها الاجيال جيلا بعد جيل. ختاما انني اضم صوتي الى صوت كاتبنا القدير الدكتور زهير كتبي في اقتراحه في مقالته التي نشرت مؤخرا في صحيفة عكاظ بتسمية شارعين باسمه في مكةالمكرمة ومدينة جدة من الشوارع الرئيسة تخليدا لذكراه الطيبة. رحمك الله يا حبيب مكةالمكرمة وحبيب رسول الله. مكةالمكرمة فاكس: 5426713 ص.ب: 10319 [email protected]